المشاركات الإعلامية

حول تأجيل انتخابات مجلس الشعب في محافظتي الحسكة والرقة

خلال استضافته على موقع Welat TV عربية للتعليق على إعلان اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تأجيل الانتخابات في محافظات الرقة والحسكة والسويداء، قال مدير مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي، إن قرار تأجيل الانتخابات في الرقة والحسكة هو قرار اُتخذ بعد عدم نجاح تنفيذ اتفاق آذار الذي عُقِد بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد “قسد” مظلوم عبدي.

وأضاف قربي أن الدافع الرئيسي للتأجيل هو عدم الوصول لتوافقات ما بين حكومة دمشق و”قسد”، مشيراً إلى أن الحكومة السورية كانت جادّة فعلاً بإجراء انتخابات وفق الآلية التي تم اعتمادها في المحافظات، حيث تم تشكيل لجنة وبموجب هذا المرسوم يتم اختيار هيئات ناخبة على مستوى كل منطقة داخل المحافظات، وهذه الهيئات الناخبة التي يتم اختيارها من قبل الناس ممثلي الشعب تقوم باختيار ممثليهم في البرلمان السوري.

ولفت قربي إلى أن أحد الخيارات التي كانت مطروحة هو أن يتم عقد انتخابات بالآلية ذاتها ولكن بموجب تنسيق أمني مع “قسد”، ولكن هذا الأمر لم يتم التوافق عليه، والسبب فيما يبدو أن حكومة دمشق لا تريد أن تُقدّم تنازلات مجانية لـ “قسد”، وفي المقابل “قسد” لا تريد أن تعترف بحكومة دمشق دون ثمن، ولذلك لم يتم التوافق ما بين الطرفين وتم اتخاذ قرار التأجيل.

وتابع قربي أنه كان هناك خيارٌ آخر، وهو أن يقوم الرئيس الشرع نفسه باختيار ممثلي هذه المحافظات، ولكن هذا الأمر لم يتم اللجوء إليه حرصاً وصيانة لحق هذه المحافظات في اختيار ممثليها، ولذلك يبدو أن قرار التأجيل هو أقل القرارات سوءاً لأن القرار الأنسب هو أن يكون للرقة والحسكة والقامشلي الحق في اختيار ممثليها.

وحول موقف ما يُسمى “المجلس الأعلى للعلويين” من الانتخابات، أشار قربي إلى أن المجلس لا يُمثّل العلويين وإنما يُمثّل الفئة التي كانت مرتبطة بالنظام البائد، مشيراً إلى أن توافق أو رفض إجراء الانتخابات سواء من “الإدارة الذاتية” أو “المجلس الأعلى للعلويين” لا يعود لنفس الأجندة، فالمجلس المذكور يرفض التعامل مع الحكومة بشكل كامل ويعتبرها “غير شرعية”، بينما قائد “قسد” أبرم اتفاقاً مع الشرع في آذار تم فيه التأكيد على مبادئ أساسية خصوصاً فيما يتعلق بوحدة سوريا والمؤسسات، وهذه أهداف جامعة، إلا أنه من الواضح أن كل طرف يريد أن يُوظّف هذا الأمر لمصلحته؛ بمعنى أن “المجلس الأعلى للعلويين” يريد أن يستخدم هذا الأمر للطعن في شرعية مجلس الشعب على عكس “الإدارة الذاتية” التي رفضت الانتخابات بسبب عدم مشاركتها، وعدم إجراء انتخابات في المحافظات التي تسيطر عليها بما يُعطيها الشرعية.

للمزيد:

اضغط هنا

مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى