المشاركات الإعلامية

حول عرض أمريكي لتركيا بسحب “قسد” من الحدود مع سوريا

خلال استضافته على قناة “حلب اليوم” للحديث عن وجود عرض أمريكي لأنقرة بسحب مليشيا “قسد” بمسافة 30 كم عن الحدود مع تركيا كبديل عن العملية البرية؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن هذه الخطة قد يكون فيها نوعٌ من المراوغة بمعنى عدم وجود جديةٍ من الطرف الأمريكي في الالتزام بها.

وأضاف سالم أن انسحاب “قسد” سيكونُ شكليّاً وفيه مراوغة، وهذا الأمر موجود عند الطرفين سواءٌ الروسي أو الأمريكي، لأن هناك مناطق نفوذ روسية تسيطر عليها “قسد” وهناك مناطق نفوذ أمريكية، وفي حال الانسحاب بالوساطة الروسية ستأتي بعض القوات التابعة لنظام الأسد كما حصل في تل رفعت وتكون موجودة بشكل رمزي، في حين أن “قسد” هي التي تسيطر بشكل فعلي.

ولفت الباحث إلى أن تفاصيل الخطة ستكون محلّ خلافٍ بين الأطراف، ولهذا فإن هذا الانسحاب تقنياً لا يمكن ضبطه بشكل دقيق، فهو يمكن أن يُسمى انسحاباً لكنهُ ليس انسحاباً على الحقيقة، ولذلك فإن تركيا ستحاول الضغط قدر المستطاع لتُبعد “قسد” عن الحدود.

وأشار سالم إلى أن تركيا ستحاول أن تلعبَ بالسياسة والتوافق مع الروس والأمريكيين في ظل هذه الظروف الصعبة، مع قدوم الانتخابات والوضع الاقتصادي الحساس، وبالتالي فإن التنسيق مع هذين الطرفين له أهمية، لافتاً إلى وقوع غارات تركية في عمق الأراضي السورية على بعد 70 كم، إضافة لمنشآت نفطية تتبع لـ “قسد” واستهداف قادة المليشيات هناك، ما يدلل على تنسيقٍ عالي المستوى.

وأعرب الباحث عن اعتقاده أن تركيا لن تُقدم على عمل عسكري بري ما لم تأخذ بالفعل الضوء الأخضر من واشنطن وموسكو، مردفا: “حتى الآن تبدو مؤشرات العملية البرية بعيدة طالما أن العمليات الجوية تتوسع وتستهدف قيادات قسد ومرافقها الاقتصادية”، وسط استمرار الضغط على الروس والأمريكيين لتقديم بدائل عن “قسد” لتنسحب من الحدود.

ولفت سالم إلى أنه لا يوجد بديل عند أمريكا كما هو عند روسيا، حيث يعرض الروس أن لديهم بديلاً وهناك تسريبات تتحدث عن أنهم يعرضون على تركيا وعلى “قسد” أن تنحسب الأخيرة وتدخل فصائل موالية لنظام الأسد قريبة من الروس بشكل أكبر مثل “الفيلق الخامس”، في حين أنه في الحالة الأمريكية لا توجد نفس هذه الصيغة، لكن قد تقوم واشنطن بالتعامل مع فصائل معينة داخل “قسد” لأن هناك بعض الفصائل فيها كانت بالجيش الحر سابقاً وبعضها عربية وحتى كردية، ولكنها يمكن أن تُشكّل حلاً وسطاً تطرحه واشنطن.

وأشار الباحث إلى أن بعض المناطق في الشمال السوري أهميتها عالية بالنسبة لـ “قسد” مثل عين العرب ومناطق أخرى في الحسكة، ولذلك فإن هناك توقّعاتٍ بأن “قسد” لن تنسحب منها، بعكس مدينتي تل رفعت ومنبج.

المزيد:

https://www.youtube.com/watch?v=wty1Q1MBkCk

مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى