المشاركات الإعلامية

حول قضايا اللجوء وعوامل تقبّل المجتمعات بشكل عام للاجئين أو نفورها منهم

خلال استضافتها في ندوة خاصة أقامتها منصة “رسل المحبة والسلام والإحسان” حول قضايا اللجوء وعوامل تقبّل المجتمعات بشكل عام للاجئين أو نفورها منهم، قالت الباحثة في مركز الحوار السوري: أ. كندة حواصلي، إن المجتمعات تختلف من ناحية تقبّلها للهجرة بسبب عدة عوامل، منها ما هو ثقافي وما هو اقتصادي وسياسي وقانوني.

وأشارت حواصلي إلى أن العامل الثقافي يلعب دوراً كبيراً في قبول المجتمعات للاجئين، فكلما كانت المجتمعات متنوّعة تعترف بالاختلاف والتنوّع وتعطيه قيمة إيجابية ضمن ثقافتها كانت أكثر قبولاً للهجرات الشرعية وغيرها.

وأضافت أن العامل السياسي عاملٌ مهم، فعندما تكون هناك سياسات عامة للدولة تشمل نهضات اقتصادية في مجالات معيّنة فهي ستسعى لاستقطاب الكوادر المعنيّة في هذا المجال والتخصصات، وأما العامل الاقتصادي فهو مهم أيضاً لأنه يُساهم بدعم الخطط التنموية والوصول إلى حالة من الاستقرار الاقتصادي في هذه المجتمعات، الأمر الذي يؤدي لقبول هذه الخبرات الوافدة والعمالة التي تساهم باقتصاد البلد.

وتابعت حواصلي أن العامل القانوني هو من العوامل المؤثّرة في عملية الهجرة، فلو تمّ النظر إلى الدول التي تُعدّ جاذبةً للهجرات الشرعيّة وغير الشرعيّة سيتّضح أن هذه الدول تتمتّع إلى جانب المتانة الاقتصادية بنظامٍ قانونيٍ يُعطي هذه العمالة الوافدة أو اللاجئين حالةً قانونية تحفظ لها حقوقها، فالمهاجر يعرف أن حقوقه محفوظة وأن له حقٌ في الوصول إلى الخدمات وأن يتغيّر شكله القانوني في هذه البلاد مستقبلاً، لهذا يتبيّن أن أغلب الحالمين بالوصول لأوروبا أو البلاد الغربية عموماً يذهبون لتلك الدول لأن هناك حالة من الاطمئنان أنهم إذا استطاعوا الدخول لهذا النظام القانوني، فسيعمل على مدى السنوات القادمة بتحسين وضعهم ووضع عائلاتهم.

على الجانب الآخر، رأت الباحثة أنه يمكن ملاحظة أن بعض المجتمعات كارهة أو طاردة للأجانب والهجرات وهي المجتمعات المنغلقة إلى حدٍّ ما، والتي يوجد فيها انقسامات طائفية وعرقية وقوميّة تحاول الحفاظ على هويتها المحلية، ففي بعض المجتمعات قد يكون هناك خطابٌ عنصريٌّ من منطلق قومي أو عرقي أو من منطلق الإسلاموفوبيا، لافتة إلى أن غياب قانونٍ يحمي الناس من التعرّض لهذه الانتهاكات وهذا التمييز في بعض الأحيان في الحقوق والواجبات يجعل المهاجرين أنفسهم يُفكّرون بالذهاب لمكان آخر أو البحث عن فرصة أخرى.

وتابعت حواصلي أنه حتى بعض المجتمعات التي تتّصف بأنها مرحّبة باللاجئين قد تتغيّر فيها بعض الأسباب والعوامل لتجعلها تُغيّر موقفها، فهناك مجتمعات كانت في وقت ما أكثر ترحاباً وقبولاً للاجئين، ولكن بسبب أزمة اقتصادية أو سياسية حلّت بها، أصبح هناك حالة من التنافس على الموارد المتاحة بين السكان والوافدين، وأصبح لديهم إحساس بالتهديد؛ تهديد أمني أو ديمغرافي أو اقتصادي، وخاصة عندما يطغى عدد الوافدين على عدد السكان الأصليين، فهنا تبدأ حالة من الصراع ضمن هذه المجتمعات وتتغيّر فيها القيم التي تتقبّل الهجرة.

المزيد:

https://www.facebook.com/aafaqtd/videos/246146701703835

مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى