المشاركات الإعلامية

طبول حرب متواصلة.. قوافل التعزيزات تتقاطر وتسابق في حدة التصريحات

خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن دلالات التصعيد الروسي في إدلب مع اقتراب قمة سوتشي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن روسيا تحاول تحصيل مكاسب من تركيا وفرض تنازلات عليها.

وأوضح سالم أن التنازلات التي تريدها روسيا منها ما هو داخل الملف السوري، مثل الانسحاب من جنوب الطريق الدولي m4 من أجل قضم مناطق جديدة، وخاصة منطقة جبل الزاوية الاستراتيجية؛ والتي التي قد لا تفرط بها تركيا حالياً.

ولفت سالم إلى أن لدى تركيا خطٌ أحمر، وهو عدم دخول أي لاجئين أو حدوث موجة نزوح كبيرة جداً نحو حدودها، لذلك فإنها تسعى لمنع اجتياح روسي كبير، ما قد يدفعها إلى تقديم تنازلات في عدد من النقاط مثل فتح معابر بين مناطق المعارضة ونظام الأسد، وكذلك في موضوع الحل السياسي.

وأشار الباحث إلى تصريحاتٍ من أردوغان مغازِلة للروس، مثل حديثه عن أنه لا يوجد اتفاق بين تركيا و أمريكا وأن هناك خيبة أمل من واشنطن، أو تلميحه لعدم رغبة تركيا بأن تَحِلَّ محلَّ القوات الأمريكية في حال انسحبت الولايات المتحدة من شرق الفرات،  وهذه -بحسب سالم- نقطة مهمة وروسيا قلقلة بالفعل من امتداد التنسيق الأمريكي التركي من أفغانستان إلى سوريا.

وتابع سالم أن تركيا مهتمة جداً بإبقاء الوضع على حاله في سوريا، مرجحاً أنها ستنجح في ذلك، ولكنها ستقدم تنازلات لروسيا في مواضع أخرى غالباً هي جوانب اقتصادية وربما سياسية، مستبعداً حدوث تغيرات ميدانية معينة.

وحول قصف عفرين من قبل روسيا، قال سالم إن التصعيد الروسي هناك يهدف لتهديد تركيا في مناطق تعدها “آمنة”، وهي وسيلة ضغط لتحقيق المطالب الروسية، بينما تمثّلت ردود تركيا -بحسب سالم- بالتعزيزات العسكرية أو القصف الذي استهدف مروحيتين روسيتين بشكل غير مباشر في منطقة تل تمر شمالي الحسكة، وبالتالي هناك احتكاك وردود تركية تقول إنها لن تتنازل ولن ترضخ للضغوط الروسية بشكل تام، وإنما محاولة الموازنة بين القوى الموجودة وإرسال رسالة أنها متمسكة ببعض المكاسب وفي نفس الوقت مرنة.

وأشار الباحث إلى أنه لا يوجد عند تركيا أوراق قوة تنهي الخروقات ضد شمال غربي سوريا بشكل تام، ولكن لديها أوراق تمنع تطور الخروقات نحو الاجتياح الكامل، مثل الوجود العسكري بكثافة في المنطقة، ما يجعل روسيا مدركة أن التكلفة ستكون عالية خاصة إن أعادت تركيا عملية “درع الربيع”.

للمزيد:

https://www.youtube.com/watch?v=11_Hf_6QEuM

مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى