أنشطة وتحولات جماعات الغلو والتطرفالإصداراتالتقارير الموضوعيةالراصدوحدة تحليل السياسات

ما الرسائل التي تريدها “هتش” من عملياتها الأخيرة ضد قوات نظام الأسد؟

الملخص التنفيذي:

  • كان لافتاً ما تناقلته المصادر المحلية عن قيام “هيئة تحرير الشام – هتش” بعمليات عسكرية عدة وُصفت بالخاطفة والانغماسية؛ نفّذتها مؤخراً ضدّ مواقع لقوات نظام الأسد في شمال غربي سوريا، في محاولةٍ لإيصال رسائل داخلية وخارجية للأطراف الفاعلة، وسط مساعي تركيا لتطبيع علاقاتها مع نظام الأسد.
  • حاولت “هتش” استثمار غضب الحاضنة الشعبية من الموقف المتأخّر لبعض قوى المعارضة السياسية والعسكرية في ردّة فعلها على التطبيع التركي مع نظام الأسد.
  • عملت “هتش” على تلميع صورتها داخلياً عقب هجومها الأخير على عفرين، وارتباطها بشكلٍ أو بآخر بالدفاع عن قَتَلَة الناشط الإعلامي “أبو غنوم”، والذي أعاد إلى الذاكرة الهجمات والاعتداءات الكثيرة التي قامت بها سابقاً ضد الفصائل.
  • تسعى “هتش” إلى توصيل رسالة بأنها قادرة على التشويش على مسار التوافقات التركية الروسية فيما يخصّ إدلب، وعلى المسار الجديد لأنقرة الساعي للتطبيع مع نظام الأسد.

مقدمة:

شنّت “هيئة تحرير الشام-هتش” مؤخراً عدة عمليات عسكرية تُوصف بالخاطفة والانغماسية خلف الخطوط ضدّ مواقع لقوات نظام الأسد في شمال غربي سوريا، ضمن فارق زمني متقارب، تزامناً مع مساعٍ تركيةٍ للتطبيع مع نظام الأسد، رافقتها تصريحات إعلامية من الأجهزة التابعة لـ”هتش”، وهو ما يمكن أن يعطي دلائل بأن “هتش” تسعى لتوصيل رسائل من تلك الهجمات.

يسلّط هذا التقرير الضوء على رسائل “هتش” من تلك العمليات؛ سواءٌ على المستوى المحلي أو المستوى الخارجي، ويستعرض سياق الهجمات الأخيرة، ومحاولة الجولاني استثمار ظروف الانعطافة التركية نحو نظام الأسد؛ في محاولةٍ لرفع رصيده على المستوى الشعبي والفصائلي.

هجمات “هتش” الأخيرة وسياقها:

تُعدّ “هتش” صاحبةَ النفوذ العسكري الأكبر في مناطق شمال غربي سوريا؛ ولذا فإنّ عملياتها العسكرية الأخيرة شملت معظم مناطق خطوط التماس مع قوات نظام الأسد في أرياف إدلب وحلب واللاذقية وحماة[1]، في حين سعت الأذرع الإعلامية التابعة لها إلى الدعاية والترويج لتلك الهجمات وذكر الألوية التي شاركت بالهجمات وما أسفرت عنه من خسائر بشرية ومادية في صفوف قوات نظام الأسد والأسلحة التي تم اغتنامها[2]. علماً أن العمليات والهجمات خلف الخطوط من قبل “هتش” لم تتوقف منذ اتفاق وقف إطلاق النار في عام 2020؛ لكنّ الذي تغيّر اليوم أن هذه الهجمات ارتفعت وتيرتها بشكل ملحوظ بفارق زمني أقل على وقع تصعيد الخطاب الإعلامي من قبل قيادة “هتش” رفضاً للتطبيع التركي[3].

يبدو أنّ “هتش” تسعى إلى إظهار أن عملياتها في الفترة الحالية تختلف عن السنوات الماضية، وأنها مستعدة للتصعيد بشكل أكبر والمواجهة المفتوحة؛ لذا فإنه لم تكن تمضي أيام  على عملية حتى تأتي عملية أخرى، وهو نهج لم تقم به “هتش” منذ موافقتها غير المعلنة على اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع بين تركيا وروسيا في آذار عام 2020، والذي يقترب من دخول عامه الرابع[4]، في وقتٍ كانت فيه “هتش” إحدى الأطراف الأساسية المعنيّة بذلك الاتفاق لأنها المسيطِرة على معظم إدلب وأجزاء من ريف حلب الغربي[5]، أي أن “هتش” مسؤولة بالدرجة الأولى عن تطبيق الاتفاق؛ فإظهاراً لالتزامها بمخرجاته عمدت في بدايات اتفاق وقف إطلاق النار إلى تفريق المتظاهرين الرافضين لدخول الدوريات الروسية لإجراء دوريات مشتركة مع القوات التركية، الأمر الذي شكّل منعطفاً في سياسة الجولاني الذي كان من الرافضين لدخول الروس إلى مناطق الشمال السوري[6]، وهو ما أدخله في صراعات مع فصائل أخرى عمل على إخضاعها وتفكيكها بالقوة، خاصة غرفة عمليات “فاثبتوا”[7] التي خاض معها نزاعاً دراماتيكياً في سبيل إثبات التزامه بتفكيك أي فصيل يرفض مرور الدوريات التركية الروسية[8].

مضيُّ نحو 3 سنوات على اتفاق وقف إطلاق النار دون أن ينهار يعود لأسباب عديدة؛ منها التزام “هتش” بتطبيقه لجملةٍ من العوامل، على رأسها عدم رغبتها باستعداء الطرف التركي وبإغضاب روسيا.

وبالنتيجة فإن مضيّ نحو 3 سنوات على اتفاق وقف إطلاق النار دون أن ينهار يعود لأسباب عديدة[9]؛ منها التزام “هتش” بتطبيقه لجملةٍ من العوامل الموضوعية[10]، على رأسها عدم رغبتها باستعداء الطرف التركي الذي سعى إلى تثبيت وقف إطلاق النار، وكذلك عدم إغضاب روسيا ودفعها إلى تكثيف الضربات أو دعم قوات نظام الأسد بعمليةٍ بريةٍ يُعدّ الدعم الجوي للنظام أحد الفوارق الأساسية فيها.

لكن تلك العوامل تبدو اليوم مهدّدة بالتغيير والتلاشي وسط الحديث التركي المتكرر عن رغبة أنقرة بالتطبيع مع نظام الأسد، وخروج تصريحاتٍ من الرئيس التركي نفسه “أن لا خصومة دائمة في السياسة”[11]، وأنه من الممكن أن يلتقي رأس النظام بشار الأسد، إضافةً إلى تصريحات مسؤولين أتراك بأن أنقرة ستنسحب من الأراضي السورية حينما يحين الوقت المناسب[12]، الأمر الذي شكّل فيما يبدو رغبة لدى “هتش” في توصيل جملة من الرسائل لمختلف الأطراف الفاعلة، إضافة إلى الحاضنة المحلية.

ما هي رسائل “هتش” من الهجمات الأخيرة؟

يمكن إدراج هجمات “هتش” الأخيرة في إطار سياقَين، لكلٍّ منهما أهدافه الخاصة والمتعددة التي تسعى لتوصيلها إلى الأطراف المحلية والفاعلة في ظل الانعطافة التركية نحو نظام الأسد.

الأول: اللعب على وتر العامل الشعبي

حاولت “هتش” استثمار غضب الحاضنة الشعبية من الموقف المتأخّر لبعض قوى المعارضة السياسية والعسكرية في ردّة فعلها على التطبيع التركي مع نظام الأسد؛ ولذا فإن عملياتها العسكرية تزامنتْ مع بيانات لـ”حكومة الإنقاذ” الذراع السياسي لـ”هتش” تعلن فيها رفضها التطبيع[13]، كما خرج الجولاني بتسجيلاتٍ مصوّرة للحديث عن رفضه للتطبيع التركي وعن استعداده لمواجهة نظام الأسد[14].

عملت “هتش” على تلميع صورتها داخلياً بعدما ازدادت سوداوية عقب هجومها الأخير على عفرين وارتباطها بشكلٍ أو بآخر بالدفاع عن قتلة الناشط الإعلامي أبو غنوم

يبدو أنه كان لـ”هتش” مصلحة في تلك الهجمات الخاطفة، إضافة إلى البيانات الرافضة للتطبيع بعد أن تعرّضتْ لكثير من الانتقادات المحلية إثر هجومها على عفرين وارتباطها بشكلٍ أو بآخر بالدفاع عن قَتَلَة الناشط الإعلامي “أبو غنوم”[15]، الأمر الذي جعل صورتها تزداد سوداويّة وذكّر بانتهاكاتها القديمة ضد فصائل المعارضة وتفكيكها الكثير من فصائل الجيش الحرّ ونزع سلاحهم وتهجيرهم، مما أدى إلى إضعاف الجبهات

 في وقتٍ انسحبت فيه “هتش” من مناطق كثيرة من شمال  غربي سوريا[16]؛ فهجوم عفرين أعاد إلى الأذهان الكثير من الانتهاكات التي ارتكبتها “هتش”، وبدّد محاولات الجولاني إظهار الاعتدال في السنوات الماضية[17].

وهذا ما يُفسّر إقدام “هتش” على محاولة ترميم صورتها أمام الحاضنة في مسألة حسّاسة تهمّها، وهي رفض التطبيع أو المصالحة مع نظام الأسد، الأمر الذي دفع الجولاني -فيما يبدو- إلى محاولة استقطاب الحاضنة والفصائل التي ترفض التوجه التركي في خطابه الذي دعا فيه “كل مخلص أن يبذل الجهد، ويسعى بصدق، ويضع يده بأيدينا، ويصطف إلى جانبنا في مواجهة هذه التحديات ومواصلة العهد حتى إسقاط النظام المجرم”[18].

وبحسب مصادر محلية[19] فإن “هتش” صعّدت أكثر لإظهار موقفها المتصلّب من التطبيع، وعمدت إلى دفع الجناح الموالي لها فيما يُعرف بحركة “أحرار الشام-القطاع الشرقي” إلى  رفض تسليم معبر الحمران التجاري بين مناطق سيطرة مليشيا “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” والجيش الوطني السوري في ريف حلب إلى وزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية المؤقتة نتيجة طلب تركي بغية تسليم كل المعابر لإدارة مدنية؛ حيث يُعد معبر الحمران شرياناً اقتصادياً مهماً لمناطق الشمال السوري، وعبره يتم التبادل التجاري بين مناطق “قسد” ومناطق الجيش الوطني[20]، ويأتي ذلك وسط حديثٍ عن تزويد “هتش” للفصيل نفسه بأسلحةٍ ثقيلةٍ مكونة من دباباتٍ ومدافع وذخائر، إضافة إلى فصيل “السلطان سليمان شاه” الذي كان ضمن خريطة تحالفاتها في هجوم عفرين الأخير[21].

الثاني: رسائل خارجية إلى الأطراف الفاعلة والمؤثرة

لا تقتصر عمليات “هتش” الأخيرة على توصيل رسائل للحاضنة والداخل المحلي، وإنما تتعدى ذلك إلى الأطراف الإقليمية الفاعلة، خاصة تركيا التي كانت “هتش” بشكلٍ أو بآخَرَ تتماهى مع اتفاقاتها مع الروس وتؤمّن الحماية للأرتال التركية الداخلة إلى منطقة شمال غربي سوريا، كما صدّرت “هتش” نفسها أكثر من مرة بوصفها شرطياً يضبط الأمن في المنطقة، عبر ملاحقة الخلايا التي تستهدف الأرتال التركية في إدلب، خاصة ما تُعرف بخلايا “أبو بكر الصديق”[22]؛ ولذا فإن “هتش” تسعى فيما يبدو لتوصيل رسالة بأنها قادرة على العبث بمسار الاتفاقات التركية الروسية فيما يخص إدلب، عبر التلويح بإطلاق عمليات ومناوشات بمحاور مختلفة ضد قوات نظام الأسد تشوّش على الفاعلين، وبالتالي تهديد تركيا بموجة جديدةٍ من اللاجئين على حدودها بسبب التصعيد العنيف والمتوقع من قبل قوات نظام الأسد وحلفائه ضد المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، ما لم تأخذ “هتش” طمأنة بشأن بقائها وشرعنتها لتكون جزءاً فاعلاً في أي نتائج للمسار الجديد الذي بدأته أنقرة.

ويبدو أن “هتش” تخشى من تقديم تركيا تنازلاتٍ كبيرةً لصالح روسيا في إدلب، لاسيما وأن الروس تحدّثوا مراراً عن أن تركيا لم تلتزم ببنود وقف إطلاق النار وتسليم جنوب الطريق الدولي إم4 ومحاربة “هتش”، ولذا فإن مثل تلك المطالب لا يُستبعد أن تكون على طاولة الروس وحتى نظام الأسد الذي يضع شروطاً عديدة للاستمرار بمسار التطبيع مع أنقرة، وعلى رأسها انسحاب الجيش التركي من إدلب، في وقتٍ تُصنِّفُ فيه تركيا “هتش” ضمن قائمة المنظمات الإرهابية[23]، بينما اتهمها المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا “ألكسندر لافرنتييف” بأنها “تسعى لتحويل هيئة تحرير الشام في إدلب إلى معارضة معتدلة”[24]، أي أنّ هناك ضغوطاً روسية تُمارس على تركيا في هذا الملف على وجه الخصوص، مما يجعله ضمن قائمة أولويات الروس في أي مباحثات مع الأتراك.

ومع الغموض الذي يسود شكلَ اتفاق التطبيع المرتقب بين تركيا ونظام الأسد تبقى جميع الاحتمالات قائمة فيما يخص منطقة شمال غربي سوريا، الأمر الذي يجعل “هتش” في وضعية الاستعداد وتوصيل رسائل بأنها قادرةٌ على خلط الأوراق في شمال غربي سوريا إن تم عقد أي صفقة تؤدي بالنتيجة إلى تصفيتها من إدلب، أو التوصل إلى حل يكون على حساب وجودها، إلا أن مثل هذا السيناريو يبدو مستبعداً، على الأقل في المدى المنظور[25]، لاسيما وأن تركيا تسعى إلى حلول لا عسكرية، خاصة فيما يخص مناطق نفوذها شمال سوريا، بعكس رغبتها فيما يخص

هتش” تسعى لتوصيل رسائل بأنها قادرةٌ على خلط الأوراق إن تمّ عقد أي صفقة تؤدي لتصفيتها أو التوصل لحلّ على حساب وجودها.

مناطق نفوذ “قسد” شمال شرقي سوريا التي هدّدت أكثر من مرة بشنّ عملية عسكرية فيها لكنّ الظروف الدولية والإقليمية لم تكن موائمة لها[26]، وهذا ما يجعل “هتش” تلعب على حبال التوازنات الروسية التركية ولا تتعجل بتخريب علاقتها مع الأتراك؛ ولذا فإن الجولاني لم يكن حادّ اللهجة في خطاباته الأخيرة الرافضة للتطبيع، بل أكّد أن لدى الأتراك أسبابهم في هذا التطبيع وأن “هتش” لن تعادي تركيا رغم رفضه مسار التطبيع عموماً واعتباره خاطئاً[27].

الخاتمة:  

مع كلّ ما حاولت “هتش” أن تُظهره خلال السنوات الماضية من تلوُّن ومرونة براغماتية في التعامل مع الأطراف الفاعلة، ومن التزام بشكلٍ أو بآخر بسياسات الفاعلين فيما يخصُّ منطقة شمال غربي سوريا؛ إلا أنّ هذا يبقى ضمن محاولاتها للتأقلم للحفاظ على نفوذها ووجودها، وهي تقوم ببعض المشاغبة أو التشويش لتؤكد أنها موجودة وأنه لا بد من اعتبار وجودها ومصالحها ونفوذها في أي تحول باتجاه مرحلة قادمة.

لمشاركة التقرير:

https://sydialogue.org/dk6r


[4] أصدر مركز الحوار السوري في وقت سابقٍ تقريراً حول اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب والعوامل المؤثرة في صموده واستمراره، وصولاً إلى استشراف مآل هذا الاتفاق ومصير المناطق الواقعة تحت سيطرة قوى الثورة والمعارضة؛ يُنظر التقرير بعنوان: عام من الصمود … كيف أتمّ اتفاق موسكو عامه الأول دون أن ينهار؟ 12/ 3/ 2021.
[5] جدير بالذكر أن المقصود باستمرار اتفاق وقف إطلاق النار هو تجميد المعارك المفتوحة والقصف الجوي اليومي على المناطق السكنية، أما ما عدا ذلك من القصف المتقطع والاشتباكات على خطوط التماس فهي متكررة بشكل شبه يومي، وعادة ما تسفر عن وقوع ضحايا مدنيين بسبب قصف النظام والروس مناطق سكنية، ولكن بدرجة أقل عن مرحلة ما قبل اتفاق موسكو الذي جمّد المعارك المفتوحة.
[8] مرّ الجولاني بتحولات كبرى؛ سواءٌ على المستوى الشخصي أو الجماعات والمواقف، وفي هذا الإطار نشر مركز الحوار السوري في وقت سابق مقالاً حلّل فيه المحركات خلف تحولات الجولاني، بهدف تكوين سياق عام يمكن من خلاله التنبؤ بما يمكن أن يتجه إليه في المراحل القادمة والسبيل الأمثل للتعاطي معه؛ يُنظر: المقال التحليلي “الجولاني، من رحم “داعش” إلى “قائد ثوري شعبي”؟، 12/ 8/ 2020.
[9] ملف إدلب محكوم بجملة من العوامل المعقّدة بين تركيا وروسيا، وليس بملف “هتش” بالدرجة الأولى؛ ولذا فإن إدلب ومنطقة شمال غربي سوريا عموماً تكون عادة ساحة لتبادل الرسائل بين تركيا وروسيا، ولم يبدِ الطرفان رغبة في انهيار وقف إطلاق النار، خاصة مع اندلاع الحرب الأوكرانية وامتلاك الطرفين رسائل ضغط على الآخر، لاسيما وأنهما متداخلان بملفات أخرى مثل ليبيا وكارباخ في كازخستان وغيرها من الملفات، لذلك فإن ملف إدلب محكوم بعوامل عديدة بين الطرفين التركي والروسي. 
[10] “تحرير الشام ترفض التقارب التركي مع النظام السوري وتتوعد الأسد”، مرجع سابق.
[25] يرى بعض المراقبين أن من عوائق اتفاق التطبيع بين تركيا ونظام الأسد شروط الأخير حول ضرورة الانسحاب التركي من شمال غربي سوريا؛ إذ يعدّه بمثابة “احتلال” وأعلن أكثر من مرة عن ضرورة الانسحاب، الأمر الذي قد يعرقل مسار التطبيع، لاسيما وأن أنقرة لا تبدو بوارد التخلي عن تلك المناطق بتلك السهولة بعدما أسست لوجود عسكري يؤمن حماية أمنها القومي، في ظل استمرار التهديدات على الحدود ورغبتها بإعادة اللاجئين السوريين إلى منطقة نفوذها شمال سوريا، وقد أصدر مركز الحوار السوري ورقة في هذا الصدد بعنوان: تقارُب أنقرة ونظام الأسد؛ عواملُ فشلٍ لا تُلغي فُرَص التقدُّم، 9/ 11/ 2022.
[26] أصدر مركز الحوار السوري تقريراً حول الرغبة التركية بشن عملية برية في شمال شرق سوريا تطرق إلى الظروف الإقليمية والدولية التي تعرقل تنفيذ العملية، ما يجعل التهديد بها ورقة ترفعها تركيا بين الفينة والأخرى دون القدرة الحقيقية على تنفيذها في ظل الرفض الروسي الأمريكي لها، وتقديم بدائل عن العملية كتوسيع نطاق القصف الجوي ضد مليشيات “قسد”. ينظر التقرير بعنوان: العملية العسكرية التركية في سوريا: توسيع تدريجي للهوامش التركية وسط تعقيدات الفاعلين، مركز الحوار السوري، 7 / 12 / 2022.   

مساعد باحث في مركز الحوار السوري، يحمل إجازة في الأدب العربي من جامعة الفرات السورية، عمل كاتباً وصحفياً ومدققاً لغوياً لعدة سنوات في العديد من المواقع والقنوات الإخبارية

باحث ومستشار، كتب و شارك في كتابة العديد من الأوراق المتعلقة بالملف السوري. كما عمل مستشاراً وباحثاً في الشأن السوري لدى عدة مراكز سياسات سورية ناشئة، ولدى منظمات دولية. مدرب في مجال أساسيات ريادة الأعمال وأساسيات التحليل السياسي،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى