المشاركات الإعلامية

حول دعوة روسيا لعقد جولة جديدة من مباحثات أستانا

خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن دعوة روسيا لعقد جولة جديدة من مباحثات أستانا حول سوريا رغم انشغالها بالحرب في أوكرانيا؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي، إن روسيا لا تزال تعتقد أن الملف السوري بالنسبة لها أحد الملفات الجوهرية التي تمسّك بها على المستوى الدولي، وبالتالي لا غرابة أن نشهد محاولة تذكير من قبلها للعالم بأنها لا تزال تمسك بمفاتيح الحل في سوريا.

وأضاف قربي أن روسيا ومنذ أن تدخّلت عسكرياً في سوريا عام 2015 حاولت أن تُطلق مساراً سياسياً موازياً تسعى من خلاله إلى تحقيق المكاسب وتحويل المكاسب العسكرية التي حققتها إلى مكاسب سياسية من خلال مسار أستانا، وبالتالي فإن روسيا أرادت من خلال ذلك المسار فرض رؤيتها للحل السياسي في سوريا والتي تتناقض بشكل جوهري مع مسار جنيف الذي أطلقته الأمم المتحدة.

ولفت الباحث إلى أن طرح مسار أستانا مجدداً هو تذكير للدول بالحضور الروسي من ناحية، ومن ناحية ثانية ردّ غير مباشر على التحركات التي يقوم بها المبعوث الدولي في مقرات الأمم المتحدة وفي لقاءاته مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن هناك تنافساً ما بين رؤيتين أساسيتين، وهي رؤية روسيا من خلال مسار أستانا، ورؤية المجموعة المصغرة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح قربي أن إدخال دول مثل لبنان والعراق والأردن إلى مسار أستانا هو محاولة لكسب هذه الدول، لاسيما الأردن الذي هو عضو دائم وموجود بشكل دائم ضمن المجموعة المصغّرة التي تضم الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية وتركيا، مشيراً إلى أنها محاولة للعزف على وتر دائماً ما تؤكد عليه هذه الدول ويتقاطع مع مصالحها وهو ملف اللاجئين، في ظل محاولات روسية لتقديم بعض الأشياء التي تستطيع من خلالها الترويج لفكرتها في تطبيق مسار الحل السياسي وهو نسف مسار جنيف من خلال محاولة كسب بعض الدول، وبالتالي فإنّ إدخال الدول الإقليمية محاولة دقّ إسفين في المجموعة المصغرة من خلال جذب بعض الدول، حيث بدأ الأمر بتركيا والآن قد يكتمل ببعض الدول الإقليمية.

أما النقطة الثانية -وفق قربي- فهي محاولة تحقيق بعض مصالح هذه الدول قبل تحقيق الانتقال السياسي أو فصل المسارات بحيث لا يتم الحديث الآن لا عن الانتقال السياسي ولا عن إطلاق سراح المعتقلين، وبالتالي محاولة التأكيد على ملف اللاجئين وإعادة اللاجئين، خاصة أن الأردن طرح فكرة “خطوة مقابل خطوة” وكان التركيز الأساسي على فكرة إعادة اللاجئين قبل تحقيق الانتقال السياسي وقبل توفير بيئة آمنة.

إلى ذلك، رأى الباحث أن من المبكّر القول أن الطرح الأردني الجديد هو مباردة، فهي قد تكون مقاربة، حتى إن فريق الأمم المتحد يتحدث أن مبدأ “خطوة مقابل خطوة” هي مقاربة وليست مبادرة من أجل تنفيذ القرار الأممي، مردفاً أنه قبل الحديث عن مضمون هذه المبادرة لا بد من التذكير أن المبادرات الإقليمية سبق وأن كانت فاشلة بامتياز في تحقيق أي اختراق في الملف السوري، مشيراً إلى أن مضمون المقاربة لا جديد فيه، حيث تمّ تسريبها منذ الشهر السابع من العام الماضي عندما كان العاهل الأردني في زيارة إلى أمريكا.

المزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=–Xo29bpNJU

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى