المشاركات الإعلامية

تسويق من بوابة الأمن.. ماذا حدث بعد عام على تأسيس “جهاز الأمن العام” في إدلب؟

خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن هدف “هيئة تحرير الشام-هتش” من تشكيل “جهاز الأمن العام” في إدلب” بعد مضي عام على إنشائه، قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي، إن هذا الجهاز يهدف للحفاظ على أمن السلطة وليس أمن المجتمع.

وأضاف قربي أن “جهاز الأمن العام” يُعرِّف نفسه بأنه جهةٌ تسعى “لملاحقة العملاء وضبط الجريمة وتحقيق أمن الأفراد والمجتمع”، وهذا التعريف يعطي صورةً أولية حول ماذا تريد “هتش” منه، مشيراً إلى أن الدول بشكل عام عندما تعمل على ملف الأمن يكون هناك مفهومان للأمن، الأول: عام وواسع يتحدث عن أمن المجتمع، والثاني ضيق يتحدث عن أمن السلطة.

وأوضح الباحث أن “هتش” تركز وتصبُّ جُلّ اهتمامها على المعنى الثاني، وهو أمن السلطة وليس أمن المجتمع، مشيراً إلى أن هناك 3 معايير يضعها الباحثون للتعريف بقضية الأمن، أولها: أن الأمن مفهوم شامل يشكل الأمن المجتمعي والسياسي والاقتصادي والغذائي، وبالتالي لا يقتصر فقط على مفهوم الأمن العسكري والأمن الضيق الذي يتم الحديث عنه والأمن ضد الجريمة.

وأما المعايير الأخرى وفق الباحث فهي احترام حقوق الأفراد وحرياتهم وإعطاء مساحة واسعة للمجتمع المدني الذي يُعدُّ بمؤسساته امتداداً لسلطة الدولة، ولو جئنا إلى هذه المعايير وأسقطناها على “هتش” وتعاملها مع الملف الأمني في مدينة إدلب نرى أنها غير موجودة، لأن “هتش” تركز فقط على الأمن بمعناه الضيق، في حين أن هناك تضييقاً من قبلها على الناشطين والمجتمع المدني والمنظمات والنقابات والهيئات السياسية الموجودة في إدلب، وهذا كله يتنافى مع مفهوم الأمن بمعناه الواسع، وهو أمن المجتمع، بحسب الباحث.

ورأى قربي أن من “الظلم والإجحاف” المقارنة ما بين منطقة فيها مؤسسة أمنية واحدة، وأخرى فيها أكثر من سلطة، وذلك لكون الملف الأمني مركزيٌ بطبيعته، ولا يمكن إدارته بشكل عشوائي أو من خلال أجهزة متعددة، وبالتالي لا يمكن مقارنة الوضع الأمني في إدلب بمناطق “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، ففي إدلب جهة واحدة تتولى إدارة الأمن، بينما في المناطق الأخرى تتعدد الأجهزة.

ويعتقد الباحث أن “جهاز الأمن العام” أُنشِئ ببنيته الأساسية ليس قبل عام واحد فقط، بل منذ وجود “جبهة النصرة” والتي تحولت إلى “فتح الشام” ثم “هيئة تحرير الشام”، مشيراً إلى أن هذا الجهاز له بذور منذ 2014 بعد أن قَوِيت سلطة “جبهة النصرة”، كما إن هذه التنظيمات لديها خبرة في إنشاء الأجهزة الأمنية، وبالتالي قد تكون التسمية بهذه الهيكلية الجديدة ظهرت منذ عام، ولكن البنية الصلبة عمرها سنوات.

وتابع قربي أن “هتش” تحاول من خلال وجود هذا الجهاز أن ترسل رسائل خارجية؛ سواء لتركيا أو الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة، بأنها البديل القادر على ضبط الأمن في المنطقة، ولكن ليس من أجل المحافظة على أمن المجتمع وإنما للمحافظة على وجود سلطتها.

للمزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=AiXkO3jIicY

 

مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى