المشاركات الإعلامية

حول الموقف الأمريكي من قضية التطبيع مع نظام الأسد

خلال استضافته على راديو الكل للحديث عن الموقف الأمريكي للتطبيع مع نظام الأسد؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. محمد سالم، إن هناك تحولاً واضحاً في موقف الإدارة الأمريكية الحالية في هذا الخصوص.

وأوضح سالم أن إعلان الإدارة الأمريكية أنها لن تطبع مع النظام لكنها في ذات الوقت لن تعارض من يقوم بذلك يعد بمثابة ضوء أخضر بالنسبة لمن يقوم بالتطبيع على غرار ما فعلت بعض الدول العربية، حيث يعطيها هذا الموقف ضوءاً أخضر واضحاً للمتابعة في هذا الأمر.

وأشار الباحث إلى أن هناك عدة دوافع وراء هذا الأمر بالنسبة للإدارة الأمريكية؛ أهمها أن هناك لوبيات ضاغطة موالية للروس والإيرانيين والإسرائيليين داخل الإدارة الأمريكية، كما إن الإدارة لا تريد أن تستهلك وتستنزف رأس مالها السياسي في مواجهة رغبة اللوبيات.

في ذات الوقت، لفت سالم إلى وجود نوع من التدافع داخل الساحة السياسية الأمريكية، إذ ليس هناك توافق ورأي واحد في كيفية التعامل مع نظام الأسد وغيره من الأنظمة التي يعتبروها “مارقة” مثل كوريا الشمالية وغيرها، وذلك لأن هناك تعددية سياسية في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن التوجه اليساري داخل الحزب الديمقراطي الحاكم يعارض مبدأ العقوبات، فهو يرى أنها ليست نافعة.

ولكن في المقابل وفق سالم؛ شهدنا في الساحة السياسية الأمريكية بيان مجموعة من المشرّعين الأمريكيين من الحزبين يدعون فيها الإدارة الأمريكية إلى أخذ موقف قيادي وواضح في المسألة السورية، ما دفع الحكومة الأمريكية إلى إصدار البيان السابق وكأنه نوع من التوضيح أن الإدارة الحالية في موقف وسط، فهي لا تشجع التطبيع وفي ذات الوقت لا تعارض من يقوم به.

ورأى سالم أن الموقف الأمريكي غير ثابت ويمكن أن يتغير بحسب السياق، خاصة أنه قد يرتبط في عوامل منها الملف الإيراني والمفاوضات النووية، فإذا تعثرت هذه المفاوضات يمكن أن تلجأ الإدارة الأمريكية إلى تشديد موقفها من نظام الأسد كعامل ضغط، وهذا أمر ممكن الحدوث وفق سالم.

وأشار سالم إلى مخاطر التطبيع مع نظام الأسد، فهو مسؤول عن تصدير الإرهاب والإرهابيين واحتضانهم؛ سواء استقدام مليشيات موالية لإيران تهدد الأمن القومي أو احتضان مليشيات مشابهة لداعش وغيرها أو تصدير المخدرات، وهو ما قد ينعكس سلباً على أمن بعض الدول التي تُبدي مرونة تجاه نظام الأسد، فيما تدرك دول أخرى خداع النظام مثل المملكة العربية السعودية والتي اتخذت موقفاً صلباً تجاه نظام الأسد مؤخراً.

للمزيد:
https://www.radioalkul.com/p427576/

مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى