
حول خيارات اللاجئين السوريين في تركيا بعد سقوط النظام البائد
خلال استضافتها على قناة “بي بي سي” عربي للحديث عن خيارات اللاجئين السوريين بعد سقوط النظام البائد، قالت الباحثة في مركز الحوار السوري: أ. كندة حواصلي، إن سقوط نظام الأسد كان حدثاً مفاجئاً للجميع وخارج الحسابات وخاصة بالنسبة للاجئين.
وأضافت حواصلي أن السوريين أصبح لديهم الآن وطنٌ ومكانٌ يستطيعون العودة له متى شاؤوا وتربطهم فيه روابط انتماء وقرابة، مشيرة إلى أن المجتمعات المضيفة نفسها تغيّرت إلى حدّ ما في علاقتها مع اللاجئين السوريين خاصة في تركيا، حيث كانت هناك حالة من الاستقطاب والحساسيات لاسيما مع حصول الانتخابات فيما يتعلق بوضع اللاجئين السوريين، حيث يتم استخدام ملف اللاجئين من قبل بعض الجهات السياسية.
وتضيف حواصلي: ولكن عند سقوط نظام الأسد وانكشاف الكثير من الأمور خاصة السجون والمعتقلات تغيرت نظرة المجتمع التركي إلى السوريين وأصبح المزاج العام أكثر تفهُّماً للواقع وانخفضت الحساسيات بين الطرفين.
ولفتت الباحثة إلى أن عملية إنهاء اللجوء في تركيا أو في أي دولة تحتاج لترتيب وزمن حتى تنتهي، ومع ذلك فإن الـ 6 أشهر الأولى بعد التحرير كانت نسبة العائدين فيها مرتفعة وتقارب نحو 200 ألف شخص بشكل طوعي، وهؤلاء ممن يحملون أوراقاً نظامية، وهناك أعداد لا يتم الإعلان عنها وهم المخالفون الذين لديهم مشكلة في نظام الإقامة.
ورجحت حواصلي وقوع موجة كبيرة من العودة بعد انتهاء المدارس وفي فترة الصيف لأن الكثير من العائلات تستعد وتُفكّر حتى بنقل الأثاث إلى سوريا، بينما يستفسر آخرون عن مجالات الاستثمار والمهن المطلوبة، بحيث ينقل كل شخص خبراته المكتسبة في تركيا إلى سوريا.
ومع ذلك، تشير الباحثة إلى أن التعليم أحد العوائق التي تحول دون العودة، إذ إن الطلاب السوريين لم يدرسوا باللغة العربية منذ قرار الدمج في العام 2016، وهذا يشكل تحدياً خاصة لمن وصل إلى المراحل الأخيرة من التعليم الثانوي ويستعد لدخول الجامعة.
وفي ذات الوقت، هناك سوريون تزجوا من تركيات أو أتراك تزوجوا من سوريات، كما إن هناك سوريين أطلقوا مشاريع استثمارية حيث يصل عدد الشركات السورية في تركيا إلى 13 ألف شركة سورية، وهي في قائمة أعلى شركات أجنبية استثمارية في تركيا، وبالتالي هناك حالة من الاندماج والمصالح في الساحة التركية من الصعب تجاوزها بسهولة، وفق الباحثة.
وأوضحت حواصلي أنه ومع وجود الجانب العاطفي والارتباط بالوطن وهذا دافع أساسي عند كثير من الناس؛ إلا أن السوريين في بلاد اللجوء ليسوا كلهم على درجة واحدة من الاستقرار، فالقدرة على الاندماج في المجتمع المضيف هي عامل أساسي للبقاء أو العودة، فهناك البعض وضعهم القانوني جيد أو تمكّن من الاندماج في سوق العمل التركي ويملك القدرة على إعالة نفسه أو لديه مدخول يكفيه للوفاء بالتزاماته الأسرية، فهؤلاء ربما يفكرون بشكل مختلف عن الأشخاص الذين كان يعملون بالمهن الحرفية والورشات والمعامل أو الذين لديهم إشكالات في الوضع القانوني.
للمزيد:
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة