المشاركات الإعلامية

حول دوافع تصعيد نظام الأسد و”قسد” ضد مناطق المعارضة شمال غربي سوريا

خلال استضافته على قناة “حلب اليوم” للحديث عن أسباب التصعيد المتزامن لقوات نظام الأسد ومليشيا “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” ضد مناطق سيطرة فصائل المعارضة شمال غربي سوريا، قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن نظام الأسد يستمر بالقصف بسبب أو بدون سبب، في حين أن استهدافات “قسد” تأتي في سياق تبادل الرسائل مع الجانب التركي.

وأوضح سالم أن التصعيد ضد مناطق ريف إدلب جاء من قبل نظام الأسد وليس بالضرورة أن يكون هناك سبب منطقي لذلك، خاصة أننا لم نشهد تصعيداً كبيراً، وعادة عندما تكون هناك رسائل روسيةٌ يكون القصف أشد، كما حصل بعد التدخل التركي في أذربيجان، حيث تم استهداف فصيل “فيلق الشام” كرسالة إلى أنقرة.

ولفت الباحث إلى أن مثل هذا القصف العشوائي لقوات نظام الأسد مستمرٌ والهدف منه عدم إراحة المنطقة ومواصلة القتل والتخريب ومنع الناس من العودة إلى حياتهم الطبيعية وإرسال رسائل للمجتمع الدولي وتركيا أن الوضع غير مستقر وأنه لابد من الحل بالتشارك مع نظام الأسد حتى تستقر الأوضاع، خاصة أن الجميع يتطلع لإعادة اللاجئين السوريين.

وحول التصعيد من قبل “قسد” ضد مناطق ريف حلب الشمالي؛ رأى سالم أنه يأتي في سياق تبادل الرسائل بين “قسد” وتركيا، مشيراً إلى أن الفترة الماضية شهدت استهدافات نوعية بالطيران المسير ضد قياديي “قسد” ما يدفع الأخيرة إلى الرد باستهداف المدنيين، ويقع الشعب السوري ضحية تبادل هذه الرسائل.

وأشار الباحث إلى أن هذه الأحداث تشير إلى مدى هشاشة الوضع الأمني في شمال غربي سوريا، وبالتالي صعوبة العمل على جهود إعادة الاستقرار، لأن ذلك لا يعني فقط وجود الأمن بشكل نسبي وخلو المنطقة من القصف وما شابه، بل يحتاج كذلك لإعادة الإعمار والبنية التحتية ومقاربات التعافي المبكر والعمل على بناء المدارس والمصانع وإعادة الأعمال للناس.

وتابع سالم: ” اليوم بعض الدول بدأت تتحدث عن إعادة السوريين وعن العودة الطوعية وما شابه. الحقيقة الوضع الآن يؤكد أنه هش جداً وفي أي لحظة ممكن أن ينهار ولا يمكن أصلاً أن تعمل جهود إعادة الإعمار ضمن هذه الظروف”، ولفت سالم إلى أن الكثافة السكانية الآن في عموم المناطق شمال غرب سوريا سواء في مناطق “درع الفرات” أو “غصن الزيتون” أو إدلب يجعل من الصعب جداً عودة الناس لأن هذه الكثافة تعني أن أيَّ قصفٍ سيؤدي لمقتل عددٍ كبيرٍ من الناس، وبالتالي فلا مجال لحشر مزيد من الناس في هذه المنطقة.

وحول احتمال تأثر شمال غربي سوريا بالأزمة الأوكرانية الروسية؛ قال سالم إن ذلك واردٌ فالمنطقة مفتوحة على كافة الاحتمالات، مضيفاً أنه في حال كان الموقف التركي ليس كما تريده موسكو فذلك قد يدفع الأخيرة للتصعيد، وهذا ما فعلته سابقاً عندما أرادت الضغط على تركيا في موضوع ليبيا وأذربيجان، حيث كانت تضرب روسيا في إدلب والشمال السوري عمومًا إذا لم يكن الموقف التركي ليس كما تريده موسكو.

ورأى الباحث أن الموقف التركي حتى الآن يحاول أن يكون وسطياً فيما يخص الأزمة الأوكرانية الروسية، فهو لا يقف منحازاً بشكل واضح إلى حلف الناتو، حيث يحاول الرئيس التركي أن يذهب بجهود وساطة، لذلك أعتقد أن روسيا ليست بصدد التصعيد ضد شمال غربي سوريا بسبب الأزمة الأوكرانية.

للمزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=5lxhAPzB4cI

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى