الأبحاث والدراساتالإصداراتالقوى الدولية الفاعلة في الملف السوريوحدة تحليل السياسات

الورقة البحثية ” إيران والتنظيمات المتطرفة …. علاقات وتوافقات في مناطق الصراع “

المقدمة:

يأتي الإصدار الثاني من دراسة “استثمار إيران في جماعات الغلو والتطرف[1]” تحت عنوان: “إيران والتنظيمات المتطرفة …. علاقات وتوافقات في مناطق الصراع”، ويبحث ابتداءً في العلاقة المعقَّدة لأدوات إيران[2] في المنطقة مع تلك الجماعات من العراق إلى سوريا ولبنان؛ لأن العلاقة بين الطرفَين لم تبدأ مع الثورة السورية، ولأن أنشطة أدواتها في العراق ولبنان تؤثّر بشكل خاص في الساحة السورية. وعلى نحو ما شرحنا في الإصدار الأول ابتداء العلاقة المحرَّمة لإيران مع الغُلاة المتطرفين فقد وسّعنا هنا دائرة النظر في الخريطة الجغرافية لفهم أبعاد العلاقة الاستثمارية بينهم، فكما أن للقاعدة “أخوات” ذاقت الثورة السورية الويلات على أيدي عناصرها فإن لإيران “أدوات” في المنطقة تضرب بها؛ لذا نظرنا في الدراسة إلى الطرفَين نظرة شاملة موحدة، مع شرح أدلة الاستثمار المتبادل الذي لا تخرج عنه أدوات إيران ولا أخوات القاعدة في العراق وسورية ولبنان وغيرها.

ولأنه لا يمكن للتنظيمات المتطرفة تنفيذ عملياتها الإرهابية بسهولة، ويلزمها تمويلٌ عالٍ يفوق ما قد يُجمع لها من المتعاطفين معها بحثْنَا فيما وصل بداعش لتكون “أغنى منظمة إرهابية في التاريخ”؛ ومع تعدُّد أسباب ذلك إلا أنَّ لإيران وأدواتها صلةً في ذلك التمويل المشبوه، ثم في طرق تنظيمات الغلو والتطرف استثمار تلك الأموال وتحصيل موارد جديدة؛ فكشفْنَا اضطلاع إيران وأدواتها في تمويل تلك التنظيمات وتحسين مواردها.

ولم تقف العلاقة بين إيران والتنظيمات المتطرفة على الساحة السورية والساحة العراقية المجاورة؛ بل امتدت لتشمل بمشاريع استثمارية تخريبية بلداناً أخرى، فكشفَ هذا الإصدار من الدراسة عن علاقة إيران بدعم الغلاة المتطرفين في دول الخليج العربي خاصة، وفي مناطق الغالبية السنّية عامة.

لتخلص الدراسة إلى بيان اعتماد كلا الطرفَين (إيران وجماعات الغلو والتطرف) براغماتية نفعية عالية جعلوا معها ما يعلنون من شعاراتِ عداوة بعضهم بعضاً وراء ظهورهم في سبيل تحقيق أهدافِهم المتقاطعة.

ونختم الدراسة بجملة توصيات بعد دراسة الاستثمار الإيراني في جماعات الغلو والتطرف[3]؛ لأن علاقة إيران مستمرة مع تلك التنظيمات، فيلزم الاستفادة مما كُشف عنها توفيراً لدماء وجهود جديدة.

إيران “وأدواتها” …. والاستثمار في سوق الغُلاة ذاته:

سبق في الإصدار الأول من هذه الدراسة بيان تأسيس علاقة إيران بالقاعدة و”أخواتها”، ونبيّن هنا صلة أدوات إيران في المنطقة بتنظيمات الغلاة، ونحاول كشف مساعيها للاستثمار في سوق الغُلاة المتطرفين ذاته؛ فإيرانُ بأيديولوجيتها الطائفية التوسعية صار لها أدواتٌ تضرب بها خارج حدودها في المنطقة عسكرياً وثقافياً، وصارت تدور في فلكها ميليشياتٌ طائفيةٌ[4] في لبنان والعراق وسوريا لا تخرج عما تراه قيادة إيران وعن أهدافها في المنطقة؛ وهذه الدراسة تنظر إليها على أنها مكوّن واحد في الحالة السورية، إذ لا يخرج نظام الأسد والميليشيات التابعة لإيران -غالباً وخصوصاً في موضوع الدراسة- عن خطّها، وحيث إنّ النفوذ الإيراني في العراق لا يقلّ عنه في سوريا حالياً، وإنّ تنظيمات الغُلاة دخلت الأراضي السورية بعد انطلاق الثورة السورية من الأراضي العراقية وما زالت تربطها صلات على جانبَي الحدود[5]؛ فقد جرت الدراسة على تتبع آثار استثمار إيران في تنظيمات الغُلاة المتطرفين في البلدَين.

أدوات إيران في العراق …… وإنعاش داعش:

 لعل أوضح ما يبيّن أثر أدوات إيران في العراق بإنعاش تنظيم داعش سقوطُ الموصل بيد التنظيم في حزيران 2014، حينما عظمت خسائر تنظيم داعش في سوريا بعد احتشاد الفصائل ضده وطرده نحو مناطق نفوذه في العراق؛ حتى إن تنظيم داعش اضطر لطلب الهدنة وقتذاك مع تعاظُم خسائره[6]. فجاء سقوط الموصل بما حمله من الأموال والأسلحة ولادةً ثانيةً للتنظيم، فأزال الحدود واكتسح مناطق واسعة بين سوريا والعراق، وأعلن “خلافته” في نهاية حزيران 2014[7].

وبالتدقيق في سقوط الموصل ثاني أكبر مدن العراق[8] يعنينا أوامر الانسحاب التي أصدرها رئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري المالكي للتشكيلات العسكرية؛ إذ يكشف “بن رودس” نائب مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما[9] في كتابه “العالم كما هوThe world as it is “: أن المالكي “أمرَ الجيش بالهروب من الموصل عمداً، وبتركِ العتاد العسكري الذي تزيد قيمته على 20 مليار دولار”[10]، ويضيف الكاتب: أن المالكي تعمّد إبقاء مبلغ 600 مليون دولار في فرع البنك المركزي في الموصل؛ وبهذا يكون قد أسهم في إدخال 600 عنصر من التنظيم إلى الموصل في عام 2014، وزوّدهم بما يلزمهم من أموال وعتاد، لكي يبدأ مسلسل التنظيم وإيران، وتتحرك الأمور وفق ما يشتهيه حكّام طهران وفقاً لرودس، ويؤكد رودس أن أوباما كان على علم بأن إيران هي مَن يحرّك تنظيم الدولة، وكان يغضّ الطرف عن ذلك؛ لأنه كان يريد أن يختم عهده باتفاق يمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، وفي سبيل هذا الهدف كان على استعداد لدفع أي ثمن”[11]. وقبل ما كشفه “بن رودس” عن هذا كانت لجنة برلمانية عراقية اتهمت رئيس الوزراء نوري المالكي و35 مسؤولاً بالمسؤولية عن سقوط الموصل بيد داعش، وأن القائد العام للقوات المسلحة آنذاك نوري المالكي هو الذي أصدر أوامر انسحاب القطاعات العسكرية وفقاً لشهادات القادة العسكريين[12]. والذي يجعلنا نؤكد استثمار إيران في هذا الحدث المفصلي في عمل تنظيم داعش بين العراق وسوريا أن المالكي كان ذراع إيران في العراق، وهو ابن حزب الدعوة المُتبنَّى من إيران، والذي لا يمكن أن يتحرك إلا بأمر من إيران، وليس بموافقتها فحسب[13]، وقد بلغ من وضوح الأمر أن العديد من العراقيين اتهم المالكي بدعم داعش وتسخيره لخدمة التطلعات الإيرانية[14]. فلا يُستغرب مع النفوذ الإيراني في العراق أن تتعطل لجنة سقوط الموصل سنوات بسبب الضغوط السياسية؛ بل مُنعت اللجنة من قراءة الملف المكوَّن من 125 صفحة في مجلس النوّاب لأسباب سياسية[15]. ولأن أدوات إيران واحدة وتتصافح من فوق الحدود لجأ المالكي إلى أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله لحمايته من الـمُساءلة القانونية والمحاكمة بالفساد[16]؛ ولا عجب في هذا ما دامت مليارات الدولارات قد سُرقت من العراق وأُرسلت إلى مناطق حزب الله في جنوب لبنان كما كشفت وثائق نُشرت مؤخراً[17]. وقد استثمرت إيران سقوط الموصل الذي لا يخفى أثرها فيه بشكل مميز؛ إذ مثّلت فرصة كبرى لها لتقوية الميليشيات العسكرية التابعة لها ودفعها بحجة مواجهة داعش وتحرير الموصل[18]، ومع الِمنَّة على أكراد العراق لمسارعتها للحد من تقدّم داعش باتجاه أربيل حينها[19] قدّمت إيران نفسها كقوة مشاركة في مواجهة إرهاب المتطرفين[20] الذين كانت دفعتهم بيدها الأخرى، لاسيما مع إدارة أوباما الذي امتدح إيران بأنها لعبت دوراً حاسماً في الجهود المبكرة لمنع تقدّم داعش[21]، حتى بدا تسليم الموصل وكأنه صفقة أمريكية إيرانية دفعَ المالكي ثمنها بتحميله مسؤولية فشل الجيش العراقي في حماية الموصل[22].

ويُلاحظ أن مناطق انتشار تنظيم داعش ومسرح عملياته تركزت منذ بداية تدخُّل التنظيم في المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق، وهي مناطق ذات غالبية سنّيّة[23]؛ حيث تغلَّبت الميليشيات الإيرانية وانتشرت، وصار الحرس الثوري الإيراني يُشرف حتى على الأنشطة الإنسانية في الجانب السوري[24]، وتبسط الميليشيات التابعة للحشد الشعبي العراقي وعملاء إيران سيطرتها على الجانب العراقي منها[25].

أدوات إيران في سورية … الأسد وتمكين القاعدة في العراق ولبنان:

على أن هذه المنطقة لم تعرف أول ظهور للغُلاة بعد الثورة السورية عند التدقيق؛ فقد شهدت الحدود السورية العراقية هذه بُعيد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 تسهيل المخابرات السورية دخول “الجهاديين” إلى العراق، بناءً على ما سبق من فكر نظام الأسد في استثمار عناصر القاعدة؛ فكان هدفه التخلص من “الجهاديين” المحليين في حرب خارجية لا يعود معظمهم منها ليؤرّق النظام من جهة، ولزعزعة احتلال العراق خوفاً من أن تكون سوريا الهدف التالي للأمريكيين من جهة أخرى، ثم بدأت خطوط تدفق المخابرات السورية تستقطب “الجهاديين” من ليبيا ودول المغرب والخليج، فجنّدت مخابرات الأسد عملاءها من أمثال “أبي القعقاع” الخطيب الحلبي[26] لتجنيد الآلاف للحرب في العراق[27]، وحسب سجلاتٍ عثر عليها الجيش الأمريكي قرب الحدود العراقية فإن الخدمات اللوجستية كانت موكلة من قبل مخابرات الأسد إلى شبكة دقيقة تضمّ مئة عنصر على الأقل، منتشرين في أرجاء البلاد ولديهم مخابئ ومستودعات أسلحة في دمشق واللاذقية ودير الزور وغيرها[28]، حتى إن حوالي 85 إلى 90 بالمئة من المقاتلين الأجانب في العراق وصلوا البلاد عبر سوريا بتسهيل من المخابرات السورية[29] وبإشراف كبار القادة الأمنيين[30]. وهذه الخدمات الاستثمارية التي قدّمها نظام الأسد لتنظيم القاعدة آنذاك، وساعدتْه في احتوائها لاحقاً واختراقها[31] لم ينكرها قادة القاعدة، بل مَنُّوا على نظام الأسد الاستثمار المشترك بينهما في مناسبة أخرى؛ فقال أبو عمر البغدادي: “يجب أن يدرك البعثيون في سوريا أنه لولا جهاد أبناء الرافدين لكانوا اليوم على أعواد المشانق؛ فلذلك ننصحهم ونحذّرهم أن يقعوا في الفخّ الذي وقع فيه مشرّف[32]، فيضعوا أيديهم مع واشنطن لكبح جماح الجهاد في العراق؛ لأن هذا غير مفيد لهم على كل الأصعدة”[33]. ففضلاً عن اللباقة غير المعهودة من الغُلاة المتطرفين مع أقرب الناس إليهم في هذه النصيحة لنظام الأسد فإن لعبة الأسد تبدو قد انكشفت لهم؛ فبعد أن وصلت المخابرات السورية إلى اتفاق مع الأمريكيين لضبط الحدود أخذَ الأسد يضيّق على حركة “الجهاديين” وعناصر القاعدة عبر الحدود، ويستقبل العائدين منهم في السجون بعد الضغوطات الأمريكية وشكوى العراق للأمم المتحدة رسمياً ضد نظام الأسد لتنسيقه مع القاعدة ودعمها في العمليات الانتحارية داخل العراق[34].

ولحُسن استثمار الأسد مع القاعدة فقد وجّه قسماً من عناصرها العائدين أحياءً من العراق إلى لبنان، فكانت تجربة المخابرات السورية في دعم واختراق تنظيم “فتح الإسلام” و”عصبة الأنصار” لزيادة الصراع الطائفي وتوريط أهل السنّة في لبنان، ثم للتشويش على تحقيقات المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري[35]، وكان الزعيم اللبناني وليد جنبلاط قد حذّر الأسد من تحويل لبنان إلى “عراق ثانٍ” عبر تهريب عناصر القاعدة إلى لبنان بعد العراق واستعمالها للتخريب[36].

وقد سبق في الإصدار الأول بيان الدعم الميداني من قوات الأسد وطائراته لتنظيم داعش في معاركه ضد فصائل قوى الثورة والمعارضة السورية[37]؛ وكشفَ تحقيق صحفي لصحيفة “دير شبيغل” الألمانية: أن تحليل 15 اشتباكاً بين الثوّار وتنظيم داعش ما بين أوائل 2014 وحزيران 2015 بيّن أن القوات الجوية للنظام السوري قد قصفت الثوّار حصراً؛ ووفقاً للصحيفة “يمكن القول: إن داعش اقترضت قوات النظام الجوية؛ وذلك كان الدليل الأوضح على أنهما ربما يساعدان الواحد الآخر”[38].

أداة إيران في لبنان: حزب الله مع القاعدة وداعش.. تدريب وتنسيق قديم جديد:

يعتقد المتابع لوهلةٍ استحالة اجتماع حزب الله اللبناني المعروف بتشيُّعه والمشهور بشعارات “المقاومة” مع تنظيمات الغُلو والتطرف من القاعدة وغيرها؛ ولكنْ في ظل براغماتية الطرفَين[39] قد تجمع بينهما مصالحُ متبادلةٌ وما يرفعونه من شعار “الحرب ضد أمريكا”؛ بغضّ النظر عن مصداقية كلّ طرف منهما في الشعار وتبنِّيه. فالوساطة التي سبق ذكرها لحزب الله بعد سقوط إمارة طالبان في أفغانستان ومشاركة “عماد مغنية” بتهريب قادة القاعدة إلى إيران[40] لم تأتِ من فراغ، ولا يُتصوَّر أن طرفاً يُفترض أنه بعيدٌ عن القاعدة في أيديولوجيته وأهدافه يتدخل للتوسط دون سابق اتصال وعلاقة، وفي الوثيقة ذاتها التي كتبها القائد في تنظيم القاعدة عرضٌ من إيران على عناصر سعوديين من القاعدة للتدرّب في معسكرات حزب الله اللبناني لضرب مصالح أمريكا في السعودية والخليج[41].

ومع استحضار ما سبق إيجازه في الإصدار الأول عن ضلوع حزب الله في تدريب عناصر القاعدة، وإذا تجاوزنا الكلام في العناصر المتهمين بالانتماء إلى حزب الله من القاعدة وداعش[42] لورودها في معرض تراشق الاتهام بين “الإخوة الأعداء”[43]، وتجاوزنا كذلك ما كشفتْه صحيفة هآرتس “الإسرائيلية” عن لقاءات حزب الله والقاعدة في السودان بمشاركة المخابرات السورية[44] كونها من مصدر “إسرائيلي”؛ فإننا عند التفصيل نجد أن مختلف الصحف ومراكز البحث والاستخبارات العالمية قد نشرت ذلك. فالمركز الفرنسي للبحث الاستخباراتي (CF2R) كشف عام 2006 عن أن إيران قرّبت بين القاعدة وحزب الله لقدرتها على التلاعب ببعض عناصر الطرف الأول وسيطرتها على الطرف الثاني، وأن اللقاء بينهما حصل في السودان خلال فترة وجود بن لادن فيها (1992-1996) بحضور القيادي في حزب الله عماد مغنيّة، وتم الترتيب خلال ذلك لتدريب عناصر القاعدة على التعامل مع المتفجرات والعمليات الانتحارية في معسكرات حزب الله في سهل البقاع، مع موافقة بن لادن على تمويل الخدمات المقدَّمة[45]، وهذا ما أكدته صحيفة نيويورك تايمز بعد ذلك بأشهر كما نقلت في اعترافات أحد المقرّبين من قيادة القاعدة[46]، وجاء نحو ذلك في واشنطن بوست عن ضابط سابق منشق عن فيلق القدس[47]، وفي تحقيق لصحيفة ذي أتلانتيك الأمريكية أن الدعوة للتدريب في معسكرات حزب الله في لبنان كانت برعاية فيلق القدس الإيراني[48]، وكذلك مجلة فورين بوليسي[49]، وقد حدّد تقرير اللجنة الوطنية الأمريكية الخاصة بالتحقيق في أحداث 11 أيلول أن اللقاءات في السودان أثمرت سفر “كبار عملاء القاعدة والمدربين إلى إيران لتلقي التدريب على المتفجرات، وفي خريف 1993[50] ذهب وفد آخر إلى سهل البقاع في لبنان لمزيد من التدريب على المتفجرات، وكذلك في مجال الاستخبارات والأمن”، كما أشار التقرير إلى أن عناصر من الخلية التي ضربت السفارة الأمريكية في نيروبي (كينيا) كانوا تدربوا في معسكرات حزب الله في لبنان[51].

وحيث إن حزب الله اللبناني أداةٌ إيرانيةٌ تضرب بها في المنطقة العربية وخارجها فقد رعت إيران كما سبق ترتيب لقائه وتنسيق جهوده مع القاعدة؛ فحزب الله لا يخرج في صفقاته مع أية تنظيمات أو جهات عما تُمليه عليه إيران، ويخدم تنفيذ أجندتها في المناطق التي يسيطر عليها. من ذلك ما شهدته المناطق الحدودية مع لبنان حيث كانت تنتشر عناصر داعش وجبهة النصرة، فتوصل حزب الله لعقد صفقة مع الفصائل التابعة لـ “داعش” للسماح لحوالي 300 عنصر مع أُسَرهم بالانسحاب من الحدود السورية اللبنانية إلى البوكمال في شرق سوريا بموافقة نظام الأسد[52]، وبعد ذلك أنجز صفقة مماثلة مع عناصر “جبهة النصرة”[53].

ولم يغب “حزب الله” عن صفقة نظام الأسد مع “النصرة” التي سُمح فيها لأفراد من أهم قيادات “النصرة” بالانتقال من حوران في الجنوب عبر مناطق النظام إلى الشمال[54]؛ فإن قادة النصرة الكبار – حسب شهادات ميدانية – ركبوا سيارات خاصة لحزب الله تعلوها رايات الحزب من الجنوب ومرّت بمناطق النظام حتى الشمال المحرر[55]؛ فيما بدا استكمالاً لجهود إيران ونظام الأسد في التغيير الديموغرافي وتغيير خارطة المعارك، مع استحضار الإشراف الإيراني المباشر على كافة عمليات التهجير القسري التي تمّت لحشر السوريين من الغالبية السّنّيّة في إدلب وريفها[56].

وقد كشفت اعترافات نائب البغدادي “قرداش” أن ما عُرفت بـ “صفقات الباصات الخُضر” الخاصة بتسويات داعش مع الإيرانيين ونظام الأسد وحزب الله كانت تُدار من البغدادي زعيم داعش والقادة المقربين منه[57]؛ ولذلك لا عجب إنْ خرج المسؤولون الإيرانيون للدفاع عن صفقة حزب الله مع داعش ووصفها بالانتصار![58]

علماً أن صفقات حزب الله مع داعش والنصرة على الحدود اللبنانية السورية لم تكن بسبب ضغط عسكري بين الطرفين، بقدْر ما كانت عن تنسيق واستثمار منهما معاً؛ فقد كشفت “تقارير أمنية[59] أن قيادات في كلٍّ من جبهة النصرة وداعش كانت تتنقّل بحرّية بين لبنان وسوريا، وأنها تنسّق مع شخصيات لبنانية في أمور تتعلق بشؤون النازحين السوريين لاسيما في المخيمات القريبة من الحدود، إضافة إلى تنسيق عالي المستوى في الشقَّين اللوجستي والأمني[60]، بما يزيد التأكيد أن الصفقة لعبة من الطرفين (حزب الله وتنظيمات الغلو والتطرف)[61] لضرب الثورة السورية وتنفيذ الأجندة الإيرانية؛ فوفقاً لشهادة ضابط منشق كان قائداً ميدانياً في جرود القلمون على الحدود السورية اللبنانية[62]: أعدمت داعش عدداً من قادة الجيش الحرّ، وأفشلت عدة عمليات ضد قوات الأسد وحزب الله قبل تسليم قادةٍ من داعش أنفسهم لحزب الله اللبناني، وخروج البقية من داعش والنصرة إلى الشمال في صفقة مع حزب الله ونظام الأسد بإشراف ومباركة إيرانية.

ووفقاً لشهادة أخرى أكدت ما قاله الضابط المنشق، وأفادت: أن ما كانت تستولي عليه تنظيمات الغلو والتطرف في حربها ضد الجيش الحرّ بوصفهم “صحوات”[63] من سيارات ومُصادرات كان يُباع في لبنان بالتنسيق مع قيادات من حزب الله، ومن خلال هذا التنسيق تمت تصفية كثير من العناصر والقادة المحليين في الأراضي السورية واللبنانية ممن يرفضون التعاون مع حزب الله، أو يكشفون العلاقة والتنسيق[64].

على أنَّ في صفقة تنظيمات الغلو والتطرف مع حزب الله وإيران جانباً آخر؛ فإيران بهذه الصفقة تجاوزت نظام الأسد الذي التزم بالتعليمات الإيرانية، فلم تُسجل حالات اعتداء على حافلات الغلاة المتطرفين التي اجتازت مناطق سيطرة الأسد إلى شمال وشرق سوريا، على نحو الاعتداءات التي تعرضت لها قوافل المهجَّرين المدنيين من حلب[65] ومن الغوطة[66].

وعلى الجانب العراقي للحدود التي وصلتْها قوافل داعش تلك في صفقة حزب الله أعلن رئيس الوزراء العراقي في حينها حيدر العبادي رفضه الصفقة، وقال: “إن نقل أعداد كبيرة من داعش إلى المناطق الحدودية مع العراق إهانة للشعب العراقي … القوات العراقية تسعى للقضاء على داعش وليس احتوائه”[67]، وقد جاء الرفض العراقي الرسمي للصفقة بعد كلام لمسؤولين عراقيين عن تنسيق حزب الله اللبناني مع الميليشيات العراقية الموالية لإيران لإدخال عناصر من مسلحي داعش من الأراضي السورية إلى الأراضي العراقية تحت إشراف فيلق القدس الإيراني؛ ما يعزّز المخاوف من إعادة إنعاش لتنظيم داعش في الأراضي السورية والعراقية[68]، على نحو ما حصل في تسهيل تسليم الموصل[69] قبل ذلك بمباركة إيرانية كما سبق. وكذلك فإن حزب الله اللبناني كان حاضراً في الترتيب لإدخال عناصر من داعش قبل ذلك إلى سوريا، بعد اقتراح حسن نصر الله زعيم الحزب ضرورة وجود جماعات تكفيرية في الساحة السورية لحشد الرأي العام لصالح نظام الأسد، وشارك الحزب بالتنسيق مع أمنيين إيرانيين لتسهيل دخول عناصر من تنظيمات الغلو والتطرف إلى سوريا منذ عام 2012؛ كما كشفت وثيقة مسربة من المخابرات السورية[70].

داعش الأغنى مالياً بين أدوات الإرهاب عالمياً …….. وإيران و”أدواتها” السبب والمستفيد:

في التمويل وتكوين الثروة:

إذا كان المالُ عصباً للحياة عامةً فهو لتنظيمات الغلو والتطرّف أكثر من ذلك؛ لأن العمليات الإرهابية تستهلك أكثر، فضلاً عما تستهلكه عمليات استقطاب العناصر إليها وضمان استمرارها في طريق أهدافها. وحيث إن أهدافها غير مشروعة فغالباً ما تُجيز لنفسها طرقاً ملتوية للحصول على المال اللازم لدعم عملياتها، كما في فتوى شرعي داعش “أبو همام تركي البنعلي” بجواز بيع وتهريب النفط للعدو أثناء هدنة[71]، وكما مرّ في فتوى شرعيّ القاعدة المذكورة سابقاً بجواز أموال المخدرات والاستفادة من دعم دول “كافرة” عندهم[72].

وإن كانت صُنّفت داعش على أنها “أغنى منظمة إرهابية في التاريخ” حسب فورين بوليسي وغيرها[73] فالذي يعنينا هنا من هذا صلة إيران وحلفائها بهذا الغنى واستثمارها فيه؛ فقد مضى وباعتراف زعماء القاعدة أن إيران هي الممرّ الرئيس لهم للأموال، وهي بهذا تكون قد حلّت للقاعدة أكبر مشكلة تواجهها التنظيمات -وكذلك الأفراد- في نقل الأموال وتوزيعها[74]، فضلاً عن تمويل إيران ابتداءً للظواهري بمليونَي دولار في التسعينيات، وبعدها تمويلها بعض الأنشطة والعمليات للقاعدة في العراق، والتي تأسست عليها داعش فيما بعد[75].

 وقد سبقت كذلك شهادة مستشار أوباما بتسهيل أعوان إيران في العراق لداعش بتحقيق “الطفرة المالية”[76] عبر السيطرة على مئات ملايين الدولارات من بنوك الموصل، وإنعاشها بالسيطرة على رقعة واسعة بين سوريا والعراق بسلاح يُقدّر بمليارات الدولارات في منطقة غنية بحقول النفط والغاز، ليكون النفط بعد ذلك سلاح داعش الاستراتيجي حسب فاينانشيال تايمز[77]، والذي حقق لها أكبر مورد مالي بنحو ثلاثة ملايين دولار يومياً[78]، حتى قُدرت ميزانيتها بما يقرب من مليارَي دولار عام 2014[79].

وفي تقرير الأمم المتحدة بشأن تمويل داعش والنصرة لعام 2015 قدّرت مالية داعش بمبلغ يتراوح بين 50 مليون و300 مليون دولار[80]،  وفي أواخر 2019 كشفت نيويورك تايمز أنه ما زال بإمكان داعش الاستفادة من صندوق حرب يصل إلى 400 مليون دولار[81] تم إخفاؤه في العراق وسوريا أو تهريبه إلى الدول المجاورة لحفظه[82].

في الاستثمار والخدمات:

وإن كانت إيران وأدواتها سبباً في بناء ميزانية الغلاة المتطرفين فقد ساعدتها في الاستثمار كذلك؛ فمنذ الأيام الأولى لسيطرة داعش على النفط عقدَ نظام الأسد صفقة لشراء نفط داعش من جميع أنحاء سوريا[83]، وهذا ما أكّده تسريب الاستخبارات التركية لاجتماعٍ رتّبه “علي مملوك”[84] في الحسكة بين ممثلين عن نظام الأسد وأمراء من داعش، وكان مما اتفق عليه الطرفان – مع استمرار داعش في حربها ضد فصائل المعارضة المسلحة – ضمانُ استمرار وصول النفط من الآبار التي تسيطر عليها داعش إلى مناطق النظام[85].

وفي العراق و”بسبب مواقف إيران الداعمة لـ “داعش” – وفق اعترافات قيادي منشق عن التنظيم – فقد سلّمت داعش بعض آبار النفط العراقية لإيران، مع بيعها النفط العراقي بثمن بخس عن طريق تجّار عراقيين وسوريين، بغرض استفادة إيران من هذه الحقول لأنها كانت تحت الحصار، وبدأ النفط العراقي والسوري بالتدفق إلى أوربا على أنه نفط عراقي، وكان يُنقل بصهاريج، وكانت حساباتها في إيران. وهنا استفادت إيران من ناحيتَين؛ الأولى: فكّ الحصار بشكل جزئي والاستفادة من النفط العراقي والنفط السوري، والثانية: دعم التنظيم، كما في اعترافات القيادي الداعشيّ[86].

دون أن يقف الاستثمار مع الغُلاة المتطرفين على النفط، فقد تعدّاه إلى مجال الطاقة الكهربائية؛ إذ “أشارت بيانات البنك الدولي إلى ضرورة أن تكون أنابيب الغاز صالحة في سوريا، لأن أكثر من نصف الطاقة الكهربائية للنظام الأسدي تعتمد على الغاز، وهذه الأنابيب تحت سيطرة داعش؛ ولو أرادت تدميرها لَفعلت”، ولو فعلت فإنها تضرب بشار الأسد في مَقتل، ولكنها لا تفعل ذلك؛ لأن تنظيم داعش معنيّ بتوفير شروط الحياة لنظام الأسد[87]، ولذا تركت للأسد الاستفادة من كهرباء السدود على الحدود السورية العراقية أيضاً[88].

وفي ميدان الاتصالات تركَ نظام الأسد شركتَي الهاتف المحمول الرئيستَين في البلاد تعملان في الرقة بعد سيطرة داعش وفقاً لشهادة رجل أعمال سوري لصحيفة أمريكية، مع إرسال كلا المشغِّلَين مهندسين إلى مناطق سيطرة داعش لإصلاح الأضرار في الأبراج[89].

وفي الوقت الذي كان نقصُ الفنيين المدرَّبين كابوساً لإدارة النفط في مناطق سيطرة داعش آنذاك لأنه سيؤدي إلى خفض الإنتاج وفق ما ذكرته فورين بوليسي[90]؛ فقد تدخّلَ نظام الأسد وحلفاؤه لحلّ هذه المعضلة للشركاء في الاستثمار من داعش عبر فنيين إيرانيين أو روس، مع شركات روسية عاملة في الأراضي التي تسيطر عليها داعش[91].

ولا يخفى أثر توفير تنظيمات الغلو هذه الخدمات في كسب دعم وتأييد السكان والمجتمع المحلي[92]؛ مع استحضار حرص نظام الأسد وحلفائه على تدمير البُنى التحتية وتشديد الحصار على مناطق قوى الثورة والمعارضة ومحاولة تعطيل إنشاء المجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني فيها أية مشاريع وخدمات أساسية[93].

ومما حلّه نظام الأسد وحلفاؤه للغُلاة المتطرفين التسهيلات المالية والمصرفية؛ فلا يكتفي نظام الأسد بالسماح للمصارف بالاستمرار في تقديم الخدمات للفروع الواقعة في مناطق تحت سيطرة داعش فحسب، بل يبدو أنه يستخدم هذه الخدمات لتعزيز مصالحه التجارية مع داعش؛ حتى إن أكثر من عشرين مؤسسة مالية سورية كانت لديها أعمال في الأراضي التي تحت سيطرة داعش، كما أن فروع المصارف في أراضي داعش كانت متصلة بمقراتها الرئيسة بدمشق وتنسّق مع بعض السلطات[94].

وكذلك فعلَ أعوان إيران في العراق؛ فقد ذكرت فاينانشيال تايمز أن الحكومة العراقية استمرت بتسليم رواتب 400 ألف موظف عراقي في أراضي داعش؛ ما حقق لداعش من ضرائب الرواتب فقط نحو 23 مليون دولار لعام 2015[95].

فضلاً عن المبالغ المجموعة من الضرائب على الشاحنات التي لم تتوقف بين مناطق الغلاة المتطرفين ومناطق سيطرة أعوان إيران في سوريا والعراق[96]، ومنها الشاحنات التي لم تتوقف بين مناطق الأسد ومناطق سيطرة جبهة النصرة في ريف حماة وإدلب[97]؛ رغم ما في الأمر من أضرار بإغراق المناطق المحررة بالليرة السورية وتأمين العملة الصعبة لنظام الأسد في الأزمة المالية التي يعيشها[98]، ولذا وجدنا “هيئة تحرير الشام” تقاتل بقوة للسيطرة على المعابر، وتصرّ على فتحها مجدداً مع النظام بمعدل تبادل تجاري يتجاوز 10 مليون دولار يومياً[99] من معبر واحد، وكذلك كانت فعلت “النصرة” من قبل في حوران بالتغلّب على حواجز الجيش الحرّ عند نقاط التماس مع النظام وتفعيل التبادل التجاري والبضائع بينهما[100]؛ ليستمرّ الاستثمار مع الغلاة المتطرفين.

ومما جاء في شهادة أبي صفية اليمني الشرعيّ المنشق عن داعش قوله: “لم أرَ ممن وُضع في تلك الزنازين من جيش بشار أو شبيح معلوم للناس أنه كذلك؛ ولكن كل مَن رأيتهم عبارة عن أناس مقاتلين وقادة جبهات أو أناس نصحوا للدولة أو أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر.. والمصيبة أنني سمعت من بعضهم أن أبا الأثير (كان أمير داعش في حلب) وغيره يُعين المهربين إلى الجهة الأخرى، أي لجماعة بشار بضاعة وبكميات كبيرة”[101].

وفي الحضور الروسي والإيراني في تنمية موارد تنظيمات الغلو والتطرف تأكيدٌ لمشاركة حلفاء النظام في دعم الإرهاب، وكذلك ففي توافق أدوات إيران في العراق وسوريا على دعم المتطرفين تأكيدٌ آخر على استمرار وكلاء إيران في منهجها بعقد الصفقات الذي درجت عليه منذ صفقاتها الأولى مع القاعدة[102].

بين أحلام إيران وأوهام الغُلاة … يستمرّ التعاون والاستثمار العابر للحدود:

لا تُخفي إيران أحلامها التوسعية خارج حدودها وفقاً لنظرية “أم القرى”[103] التي تتبنّاها وللحُلم الإيراني بإعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية، ولعل هذه الأحلام العابرة للحدود تلاقت مع أوهام الغلاة المتطرفين العابرة للحدود كذلك بعالمية عملهم “الجهادي”، ما فتح للطرفين فرصة أخرى للاستثمار وتبادل المنافع؛ فتجاوز التعاون بين إيران وتنظيمات الغلو والتطرف حدود العراق وسوريا إلى دول أخرى استفادت إيران من تلك التنظيمات في أعمال تخريبية حققت للطرفين أهدافهم. ومن ذلك:

دعم إيران الغُلاة في دول الخليج العربي خاصة

لا تخفى أطماع إيران في دول الخليج العربي عامة[104]؛ ومنذ انتصار الثورة الإيرانية عام 1979 عمدت إيران للتعبئة الإعلامية لشيعة دول الخليج للتمرّد على أوضاعهم، وقدّمت تأييداً معنوياً وإعلامياً لتظاهرات الشيعة فيها، واستضافت إيران حركات معارضة سعودية وبحرينية وعراقية، ونظّمت لهم مؤتمرات سنوية، ووجّهت أجهزة الإعلام إليهم، واستغلت رجال الدين الشيعة في المنطقة[105]، وتعمل باستمرار على تجنيد وتدريب أفراد متطرفين داخل البحرين أعلنوا ولاءهم لإيران لمهاجمة البحرين[106]؛ لذا تتقدم دول الخليج العربي – لاسيما السعودية – أهداف الاستثمار الإيراني مع الغلاة المتطرفين، لأنها وجدت فيهم شركاء في العداء لتلك الدول.

وقد سبق أن أول ما عرضته إيران على السعوديين من عناصر القاعدة الذين دخلوا أراضيها من التدريب والسلاح لضرب أهداف في السعودية حسب الوثيقة[107]، وإن نُفي التعاون في تلك الوثيقة فقد ثبت بشهادات عناصر القاعدة وداعش بعد ذلك بالتدرُّب في إيران لتنفيذ الهجمات، ولعل أول ثمار ذاك التعاون تنفيذ القاعدة هجمات الرياض في أيار 2003[108]؛ فقد أعلن البنتاغون وقتَها عن اعتراضه مكالمات هاتفية جرت بين ناشطين من القاعدة في كل من السعودية وإيران، ثم جاء التبرير الساذج بأن الحكومة الإيرانية غير متورطة لأنها لا تدري عن تلك الأنشطة للقاعدة[109]؛ مع إغفال النظام الأمني فيها الذي يراقب عناصر القاعدة حتى داخل مساكنهم كما سبق[110].

وتعزز ذلك في اعترافات عنصر من القاعدة كشف عن علاقة الاستخبارات الإيرانية بالحوثيين وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وإبداء استعدادها لمدّهم بالمال والأسلحة اللازمة لتنفيذ العمليات الإرهابية، وأنه كان يسافر إلى إيران للتنسيق مع قيادة القاعدة لإدارة عملياتها في السعودية وغيرها[111].

وفي تموز 2016 كشف الدبلوماسي الإيراني المعارض “فرزاد فرهنكيان”[112] عن اجتماع قادة الاستخبارات والحرس الثوري في إيران مع قيادات من داعش والقاعدة في أصفهان لإحداث تفجيرات في السعودية، تقوم بها الخلايا النائمة والمنتمون والمتعاطفون مع الغلاة المتطرفين[113].

هذا؛ فضلاً عما كانت تضبطه البحرين والسعودية من عمليات تهريب كبسولات التفجير والذخائر؛ يكون فيها الناقل أو المهرّب من الشيعة المرتبطين بميليشيات إيران في العراق، ومنفّذ التفجير من السنّة المرتبطين بداعش أو القاعدة[114]؛ في مفارقةٍ لا تستقيم إلا مع استحضار استثمار إيران في تنظيمات الغلو والتطرف بما يخدم أهدافها.

في اليمن والقرن الإفريقي:

وفي زاوية الجزيرة العربية بقي “اليمن” ملاذاً مهماً لتنظيم القاعدة ومنطلقاً لعمليات كبيرة له منذ بدايات التنظيم[115]، ومع اضطراب الوضع الأمني ووقوع أكثر اليمن في قبضة الحوثيين تنامت قوة تنظيمات الغلوّ والتطرف من القاعدة ثم داعش[116]، مستفيدةً من ظروف الحرب في بناء ميزانية مالية ضخمة من موارد التهريب والسطو على البنوك وتحرير سجنائها رغم سيطرة الحوثيين النسبية[117]، في سيناريوهات شبيهة بما فعلته داعش في الموصل. دون أن تغيب إيران عن المشهد؛ فالحوثيون أداتها في اليمن، وقد سبق ذكر اختطاف القاعدة دبلوماسياً إيرانياً في اليمن ثم الإفراج عنه برعاية الحوثيين مقابل الإفراج عن قادة من القاعدة في إيران.

وقد توقفت بعض الصحف والمراكز العالمية عند براغماتية الحوثيين – أداة إيران في اليمن – مع تنظيمات الغلوّ في عمليات تبادل الأسرى بين الطرفَين، في مقابل إفشال الحوثيين صفقات التبادل مع الجهات الحكومية اليمنية المحلية المدعومة من السعودية وغيرها[118]؛ في إشارة لا تخفى إلى ضلوع إيران وحسن استثمارها مع الغلاة عن ذلك. في الوقت نفسه الذي أثبت تقرير الأمم المتحدة الصادر في كانون الثاني / يناير 2020 أن ميليشيات الحوثي قدّمت لتنظيم داعش في اليمن “المساعدة التكتيكية، وتعاونوا معه وبادلوا الأسرى، وسلّموا إليه المعسكرات تحت إشراف الحوثي”[119]، وفي تقرير لمركز السياسة العالمية  (CGP)تأكيد أن ما يحدث من صراع بين الحوثيين وتنظيم داعش في اليمن أقرب ما يكون للتمثيل وتجميل صوريّ للطرفَين لتحقيق مكتسبات لهما؛ لكنّ الطرف الحوثي – الإيراني يبقى الرابح الأكبر في “تقديمه نفسه للمجتمع الدولي كطرف مظلوم وحليف محتمل في محاربة داعش”[120]، كما ذكر التقرير[121]. لذا كانت تفجيرات في اليمن ضد أهداف عربية[122] وغربية تتداخل فيها بصمات تنظيمات الغلوّ مع الحوثيين وإيران التي يهمّها إبقاء اليمن مضطرباً ومنطلقاً لتخريب أمن السعودية ودول الخليج[123]، حتى تحدثت صحف غربية عن رسالة منسوبة إلى الظواهري يشكر فيها إيران لتسهيلاتها المقدمة للقاعدة في استهدافها السفارة الأمريكية عام 2008[124]؛ ولم تستبعد مواقع يمنية محلية ذلك ودعمتْه بوقائع عدة[125]. دون أن يغيب عنا ما جاء في اعترافات القيادي في تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية “محمد العوفي”؛ إذ أكّد علاقة الاستخبارات الإيرانية بالقاعدة عن طريق الحوثيين في اليمن ووعودها لهم بالمال والسلاح لتنفيذ بعض العمليات[126]، على نحوٍ يذكرنا بما فعلتْه إيران مع القاعدة في العراق.

وعلى الجانب الآخر لخليج عدن تنشط في الصومال وحولها حركة الشباب التي انضمت رسمياً إلى تنظيم القاعدة عام 2008[127]، ومع حظر توريد الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن واجتهاد إيران في دعمها لم تفوّت إيران فرصة الاستثمار مع حركة الشباب الصومالية لمساعدتها في ذلك؛ فقد كشفت الحكومة الصومالية عن علاقة فيلق القدس الإيراني بحركة الشباب لنقل الأسلحة إلى المتمردين الحوثيين في اليمن، وكذلك نقل الأموال والأسلحة للدول الإفريقية التي تنشط فيها إيران، كما تستثمر إيران مع القاعدة في الصومال لتهريب النفط الإيراني عبر الصومال وبيعه في دول إفريقيا تهرباً من الحظر المفروض عليها[128]، في مقابل استفادة القاعدة في الصومال من الموانئ الإيرانية لتصدير الفحم الذي يدرّ ملايين الدولارات سنوياً على حركة الشباب، كما كشف تقرير للأمم المتحدة[129]. مع امتداد استثمار مع الغلاة في منطقة القرن الإفريقي بالدعم بالمال والسلاح بحجة ضرب الأهداف الأمريكية[130]؛ لكنّ هدف إيران الحقيقي – كما كشفت فورين بوليسي[131] – استمرار زعزعة الاستقرار في المنطقة وتمكين مشروعها للتغلغل الديني والثقافي والاقتصادي في إفريقيا[132]. ومع استثمار إيران في تنظيمات الغلوّ بأفريقيا نجد أداتها حزب الله اللبناني حاضراً بقوة في مجمل أنشطة إيران العسكرية والاقتصادية والدينية في عموم الدول الإفريقية[133]؛ ما يذكّر بحضور حزب الله مع فيلق القدس في اللقاءات الأولى التي جمعت إيران والقاعدة في السودان كما سبق[134].

دعم إيران الغُلاة في دول شتى لزعزعة الاستقرار وكسر خصومها

وعلى نحو ما تجاوزت إيران في استثمارها مع تنظيمات الغلوّ والتطرف دول الخليج العربي القريبة منها جغرافياً، فامتدّ التعاون بين طرفَي الإرهاب إلى اليمن ودول القرن الإفريقي؛ فقد عُثر على بصمات إيران في عمليات الجماعات المتطرفة في الجزائر التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران عام 1993 بسبب تأكّد الحكومة الجزائرية من دعم إيران للغُلاة بالمال والتدريب[135]، وذلك بعد تضييق الحكومة نشاط إيران لنشر التشيّع في الجزائر[136]؛ فاختارت إيران الرد على تضييق التشييع باللجوء إلى دعم الغُلاة المتطرفين لتخريب البلد[137]، وقد لبّوا الدعوة الإيرانية وتلقّى عددٌ منهم الدعم والتدريب في معسكرات حزب الله ذاتها في لبنان عبر سوريا[138]؛ ما يثبت علاقة أدوات إيران في سوريا ولبنان في خدمة أهدافها واستثمارها مع المتطرفين في الجزائر أيضاً.

وعلى ذلك النحو حاولت إيران دعم التنظيمات الراديكالية في باقي بلدان المغرب العربي، ما اضطر بعضها لقطع العلاقات مع إيران لسنوات[139].

وفي مصر ساعدت إيران في تدريب عناصر من “تنظيم الجهاد” المصري على محاولة انقلاب عسكري في مصر للإطاحة بحكم حسني مبارك، وأجرت لقاءات سرّية مع قائد التنظيم حينها أيمن الظواهري في بداية التسعينيات[140]؛ وافتتحت خط التواصل مع الظواهري والقاعدة بعد تلك اللقاءات. لِتجدّد إيران دعمها للغلاة المتطرفين في مصر بدعم داعش في سيناء بالأسلحة التي وُجدت مع عناصر داعش هناك[141].

حتى جارة إيران دولة أفغانستان شكَتْ من دعم إيران لداعش فيها حسب الصحف الأفغانية والقادة المحليين[142]، في تأكيد لمساعي إيران القديمة على عدم قيام دولّة سنّيّة مستقرة على حدودها[143].

مع ما سبق في فتوى شرعيّ القاعدة عن الجهات المدعومة علناً من إيران وتعرض على خلايا الغلاة والمتطرفين العمل معها مقابل دعمها؛ وقد أجازهم شرعيّوهم بذلك وإن كان الدعم من إيران مباشرة[144].

فالإرهاب هو أداة المشروع الإيراني التوسعي، ومِن شركائها فيه الغُلاةُ المتطرفون في دول شتى؛ وإنما تدعمهم لإظهار قوتها وتوسيع نفوذها من خلالهم، ولزعزعة الاستقرار وتقويض المنافسين الإقليميين خاصة[145].

“لسنا جامدين” …. الغُلاة والدوران مع المصالح في خدمة المشروع الإيراني: الخاتمة والتوصيات

الخاتمة:

لعل ما تم استعراضه يدفع ما تدّعيه إيران من “محاربة الإرهاب”؛ فهي شريك مهم للغلاة المتطرفين في الإرهاب العابر للحدود، فضلاً عن إنشائها ورعايتها إرهابَ أدواتها ومليشياتها؛ وإنما هي البراغماتية[146] التي تُعد أساس تحرُّك إيران في سياستها الخارجية[147]، لذا تعتمد في تحقيق أهدافها على أدوات اصطنعتها ودعمتها لعقود، وعلى تحالفات ابتنتْها وإن كان مع أعدائها المفترضين.

وإن كان ذلك لا يبعد عن إيران “الوليّ الفقيه” وفي عقيدة زعمائها مبدأ “التقيّة”[148] فالذي يُتوقف عنده موقف الغلاة المتطرفين الذي لم يكونوا أقل من إيران براغماتيةً ومصلحيةً[149]، حتى كانت تنظيمات الغلاة المتطرفين أرضاً خصبةً للاستثمار الإيراني -العدوّ العَقَديّ المفترض- لعقودٍ من الزمن وعلى امتداد الخريطة العالمية؛ مع أن مما جاء في كلام زعيم القاعدة ومؤسسها أسامة بن لادن قوله: “لسنا جامدين؛ سندور حيث تدور العقيدة”[150]!

 ويبدو أن تلك العلاقة بين إيران وتنظيمات الغلوّ مستمرة، وكما وصفته لوموند الفرنسية بأنه “زواج مصلحة” وقالت: “إذا كان زواج المتعة (أو المصلحة) بين طهران والجهاديين ينقطع في بعض الأحيان فإن طلاقهما لم يظهر بعدُ في الأفق”[151].

وإن كانت دراستنا هذه قد أُوقفت على بيان استثمار إيران في تنظيمات الغلو فهذا لا ينفي استثمار غيرها في تلك التنظيمات، كما سبقت الإشارة في الإصدار الأول إلى تزاحم الدول بأجهزتها الأمنية والعسكرية على اختراق الغلاة وتوظيفهم[152].

وفي ضوء هذا الاستثمار الذي يبدو حقاً أنه لم ينتهِ بعدُ بين طهران والغلاة المتطرفين، وبعد ما مرّ تخلص الورقة إلى جملة توصيات، هي الآتية:

  • كثير من تاريخ تنظيمات الغلو والتطرف مكتومٌ لم يُنشر؛ وهذا ما تسبب بقصورٍ في قراءة تجاربهم وعلاقاتهم لمعرفة الطريق الصحيحة للتعامل معهم، فحدثت بسبب ذلك مذابح كبرى في العراق وسوريا وغيرهما في صفوف الثوّار الحقيقيين؛ فتجب دراسة تلك التنظيمات دراسة شاملة تكشف علاقاتها وطرق تفكيرها وعملها.
  • في دعم إيران لتنظيمات الغُلاة المتطرفين المنتسبة للسنّة هدفٌ لترويج الإرهاب على أنه إسلاميّ سنّيّ، وهذا يخدم مشروع إيران الطائفي للتغلغل الثقافي؛ لاسيما في المجتمعات غير المحصَّنة دينياً وفكرياً، فلا يخرج دعم إيران للمتطرفين عن مشروعها التوسعي؛ وهذا يُوجب محاربة مشروع إيران عامةً بكل وسائله وأدواته.
  • سمحت الإدارة الأمريكية لإيران بتقوية ميليشياتها الطائفية بحجة محاربة داعش؛ وهذا خطأ فادح وفق تعبير فورين بوليسي[153]. فيجب التنبه وتصحيح هذا الخطأ الذي ساعد في تنمية الإرهاب وليس في محاربته؛ إذ سيؤدي تزايد قوة الميليشيات إلى إضعاف بنية الدولة لاحقاً وزعزعة شرعيتها[154].
  • وأخطأت الإدارة الأمريكية في تقوية الميليشيات الكردية الانفصالية لمحاربة داعش، فاستفاد منها الانفصاليون الأكراد في قضم أراضٍ جديدة لتعزيز مشروعهم الانفصالي وضرب دول الجوار[155]؛ فيمكن للمعارضة السورية في أمريكا خاصة العمل للضغط على الإدارة الأمريكية والتنبيه على خطورة هذا المسلك، وإمكانية استعداء الغالبية السنّيّة وهي القوة الأكبر في محاربة المتطرفين.
  • أثبت التحالف الدولي فشله في كسر التنظيمات المتطرفة تماماً وإن كان يُضعفها، ولكن تلك التنظيمات مع الدعم من إيران وأدواتها زادت شوكتها وانتعشت غير مرة، ولا يمكن مواجهتها إلا بأيدي الثوّار الوطنيين؛ فيلزم العمل على تحفيز الدول لعودة دعمها للجيش الوطني التابع للحكومة السورية المؤقتة، حتى لا تخلو الساحة للتنظيمات المتطرفة بالتمويل العالي الذي تملكه.
  • لا يُفسّر كشف الاستثمار الإيراني في التنظيمات المتطرفة كامل جوانب هذه التنظيمات ولا يكفي لإسقاطها، فلها جوانب عديدة عملت عليها مع الحواضن الشعبية اجتماعياً واقتصادياً وتعليمياً وإعلامياً[156]؛ فهذه جوانب يلزم متابعة الغلاة المتطرفين فيها لمحاربتهم والتخفيف من مخاطرهم لتحقيق نصر استراتيجي، لا نصر تكتيكي قد ترجع بعده وبأشد مما كانت قبله[157].
  • أي مسعى ناجح لتدمير الغُلاة المتطرفين لابد أن يشتمل على تنسيق سياسي تشعر فيه المجتمعات السنّيّة بأن لها مستقبلاً في كل من سوريا والعراق؛ فالغلاة المتطرفون قد يستمدون القَبول -على مضض- من السنّة المضطهدين في كلا البلدَين[158].
  • شملَ التنسيق بين إيران والغلاة أكثر من دولة؛ واستثمرت إيران تنظيمات التطرف لضرب مراكز الثقل العربي السنّي في الشام والعراق والخليج والمغرب، وتركَ إرهابُ الغلاة المتعاونين مع إيران الغالبية السنّيّة في موقع المتّهم، مما كان يدفع كثيرين منهم للانجرار في المشروع الإيراني للبراءة من تهمة “الإرهاب السّنّيّ”؛ ما يوجب جهوداً مشتركةً لمواجهة الغُلاة والمتطرفين وأعوان المشروع الإيراني.
  • شاركت روسيا أكثر من مرة في مساعدة إيران وأدواتها بدعم الغلاة المتطرفين[159]؛ ما يؤكد اشتراكها في دعم الإرهاب، ولا يمكن أن تكون جزءاً من “الحرب على الإرهاب”؛ وعلى المعارضة السورية استثمار ما يثبت ذلك سياسياً للضغط على روسيا.
  • في ثبوت تورُّط نظام الأسد وحلفائه بضرب الموالين له عبر المتطرفين ما يجب فضحه في صفوف الموالين للنظام؛ لتثبيت تلاعب إيران وأدواتها بهم وتقديمهم قرابين للإرهاب لتحصيل مكاسب سياسية، وفضح إجرام النظام وشراكته مع الإرهابيين الحقيقيين الذي عمل مع حلفائه على تسمينهم ولم يقاتلهم، بل استفاد الطرفان من بعضهما لضرب الثورة.
  • يستمر الغلاة في سوريا في دعوى المراجعة والتصحيح بتغيير التموضع المصلحي النفعي؛ دون التبرُّؤ من تاريخهم، ولم تحصل مراجعات فكرية صحيحة يثبت فيها تراجعهم عن أفكار الغلاة وضوابطهم في العمل والتنسيق مع إيران وغيرها، فلا يبعد التعاون بينهم من جديد إن فرضت الظروف ذلك.
  • وكذلك فإن الخلافات والانشقاقات بين جماعات الغلو والتطرف قديمة متجددة، وصلت في كثير من البلدان على امتداد عقود من عملها إلى الصدام والتعذيب والقتل فيما بينها[160]؛ لكنّ البراغماتية العالية التي اصطبغت بها هذه التنظيمات كانت تحملها على التقارب والذوبان في بعض ولو بعد دماء بينها، وعلى التقارب مع إيران وغيرها وفق قواعد المصلحة البراغماتية بعيداً عن أية ثوابت أو مبادئ، على حساب المخالفين لأهدافها من منافسيها المحليين؛ ما يوجب الحذر وعدم الانخداع بهم.
  • لا تبرر براغماتية تنظيمات الغلو كامل صلتها بإيران، بل ابتدأت العلاقة بين الطرفين نتيجة إعجابٍ من الظواهري وغيره بالثورة الإيرانية ونظامها؛ ولعل هذا ما يفسّر تسارع خطوات التقارب ثم تحالف المصالح وعدم الاعتداء بين الطرفَين.
  • أبدَتْ تنظيمات الغلو براغماتية عالية جمعتْها مع إيران وأدواتها؛ لكنّها كانت ترفض أية توافقات أو مقاربات مع التشكيلات السنّيّة المفترض أنها الأقرب إليها، فكان الغلاة مِعول هدمٍ وتفرقةٍ حيث حلّوا في ساحات التحرر والتغيير الشعبية.
  • تسامحت إيران وأدواتها مع الغلاة وساعدت في تأمينهم، مقابل مساعدتها في تدمير مناطق المعارضة وتفريغها وتهجير أهلها، مع أن إيران لم تكن تسمح لأدواتها بأية تنازلات مع الفصائل الوطنية مهما بلغت مأساة المدنيين الإنسانية، وكذلك كانت تنظيمات الغلو تعيق التوصل لأي هدنة أو اتفاق يخفّف عن الناس متهمةً من يطلب ذلك بالخيانة والانبطاح للعدوّ، مع أنها ذاتها عقدت عدة اتفاقات وهدن خاصة بها؛ بما يؤكد تعاون الطرفَين في ضرب الأمن الديموغرافي للمجتمعات المحلية، لتحقيق أهداف ضيقة تتقاطع بينهما.
  • أقامت تنظيمات الغلوّ نفسها مقام الدول وإن كانت بالأوهام[161]؛ فأجرت من العلاقات والأنظمة ما يكون لدولة حقيقية قائمة بمؤسسات وقيادة شرعية. علماً أن الاختلافات كبيرة بين ما يكون من تعامل وعلاقات بين الدول، وما يكون من علاقات وتحالفات بين فواعل ما دون الدول (تنظيمات الغلو والتطرف مثلاً) مع الدول (إيران مثلاً) من جهة، وما يكون من تلك العلاقات والتحالفات لمصلحة الدولة والشعب وما يكون لأهداف الفواعل ما دون الدول وتحقق الدول منه عوائد أكبر تضرّ بمجتمعات تلك الفواعل من جهة أخرى[162].
  • قد تبدو داعش أكثر تطرفاً من أخوات القاعدة الأخريات في سوريا؛ لكن هذا لا يغيّر أن “أخوتها الأعداء” استفادوا من هذا لتقديم أنفسهم كنسخة مقبولة أمام الناس تحضيراً للعبة أطول[163]، وإن كانت بدأت تتكشف حقيقة تنظيمات الغلو الأخرى فلم يصل بعدُ حدّ مواجهة الغلاة بشكل شعبي شامل؛ وهذا يزيد من مسؤولية القيادات المجتمعية والمفكرين والباحثين لكسر مشروع المتطرفين عامة.
  • لا تقبل البيئة الشامية في سوريا التنظيمات المتطرفة؛ فيجب تدعيم الجهات الدينية المعتدلة، والتوسع في نشر خطابها الديني على أوسع نطاق للحد من خطاب الغلو. لاسيما و”محاربة التطرف ستستمر لأجيال”[164]، فلابد من التحصين الديني والفكري بشكل جيد [165].
  • في صفوف تلك التنظيمات عناصر كثيرون مغرَّر بهم، وآخرون انضموا إليها تحت مطامع شخصية؛ فعلى المعارضة السورية العمل على استقطاب المخدوعين من أفراد التنظيمات المتطرفة، مع الحذر الشديد من دعاوى الانشقاق التي أراقت دماء كثيرة، والاستفادة من بعض التجارب في إعادة تأهيل المخدوعين بفكر الغلو ودعاوى المتطرفين؛ دون التعجّل في تصديرهم وتقديمهم.
  • أكثر الأجواء مناسبةً لنشاط الغلاة المتطرفين هي أجواء الاضطراب السياسي والأمني، وقد نشطوا ابتداءً في العراق بحجة محاربة الغزو الأمريكي؛ فتمكّنت إيران من السيطرة على العراق، وامتدوا إلى سوريا بحجة تأييد الثورة؛ فكانوا خنجراً مسموماً في خاصرتها. فيجب التأكيد للمجتمع الدولي الذي يُظهر الاهتمام بمحاربة الإرهاب أن المفتاح هو في تسريع الحلّ السياسي القائم على الخلاص من رموز الإرهاب جميعاً، في نظام الأسد والمتعاونين معه من المتطرفين لتحقيق بيئة مستقرة لا تقبل التطرّف والغلو.
  • عانَى فريق العمل خلال إعداد الدراسة في جمع المعلومات من المناطق التي تغوّلت فيها التنظيمات المتطرفة، ولم نقف على دراسات جادة توثّق ما حدث فيها، ولم يتعاون معنا في كشف ذلك إلا القليل من القادة الميدانيين والشرعيين[166]؛ وهذا تفريطٌ من أبناء الثورة بالتضحيات التي بُذلت في مواجهة الغلاة، وتضييعٌ لجهود دامت سنوات في طريق الثورة؛ فيجب استنفار الجهود لتوثيق أحداث الثورة -لاسيما المواجهة مع الغلاة الذين أفسدوها- وفق خطة محكمة، لتقديمها كوثائق وشهادات تكون معتمدة في مراكز البحث والقرار عربياً ودولياً.

لتحميل الورقة:

الورقة البحثية ” إيران والتنظيمات المتطرفة …. علاقات وتوافقات في مناطق الصراع “

لتحميل الإصدار السابق:

الورقة البحثية “استثمار إيران في جماعات الغلوّ والتطرّف”

لمشاركة الصفحة: https://sydialogue.org/fmce


[1] سبق في الإصدار الأول أن تعريفنا الإجرائي لتنظيمات الغلو والتطرف أنها: جماعات دينية تهدف للسيطرة والغلبة عبر إسقاط مؤسسات المجتمع والدولة بقوة السلاح. وتُطلق أحكام التكفير على مُخالِفيها، وتختص المؤسسات/المجامع العلمائية المستقلة بتوصيفها والطريقة المثلى للتعامل معها.
[2] جرينا في هذه الدراسة على تحديد أدوات إيران بأنها: الأنظمة الحاكمة التي تخضع في غالب سياستها لإيران كنظام الأسد، ومعها تنظيمات “ما دون الدولة” التي تتغلب وتسيطر على مؤسسات دولتها وتوجهها وفق السياسة الإيرانية، كحزب الله في لبنان.
[3]  من الجهود المتقدمة المبكرة عموماً في كشف مشروع الغُلاة ومعالجة قضية الغلو في الساحة السورية: ندوة عقدها مركز الحوار السوري في مارس 2014 تحت عنوان “من أجل الثورة” بحضور 72 مشاركاً، عالجت الغلو على المحور الشرعي بتأصيله وبيانه في “الجماعات الجهادية”. ثم عقد مركز الحوار السوري الندوة التشاورية الثانية في يونيو 2014 تحت عنوان “ترشيد العمل المشترك ومواجهة الغلو” بحضور 60 مشاركاً، في محاور عدة أبرزها محور الغلو. وفي الندوتَين المشار اليهما، كان التركيز على مواجهة الغلو بمشروع متكامل في الجوانب الفكرية والشرعية والعسكرية والإعلامية. يُنظر: الندوة التشاورية الأولى (من أجل الثورة)، مركز الحوار السوري، الرابط: https://cutt.us/pxyHi، والندوة التشاورية الثانية (ترشيد العمل المشترك ومواجهة الغلو)، الرابط: https://cutt.us/Ccs30 
[4]  سبق بيان مرادنا بأدوات إيران؛ وأما الميليشيات الطائفية فنريد بها: التشكيلات العسكرية التي تشكّلها إيران أو تدعمها، وتتبع في التمويل والإدارة لقيادة الحرس الثوري الإيراني، وتنشرها إيران عصاباتِ موتٍ طائفيةً في مناطق الصراع لرعاية مصالحها وتحقيق أهدافها. وربما تجمع بعض الجهات أكثر من صفة (كحزب الله) اللبناني بتركيبته السياسية وبنيته المليشياوية وسيطرته على مؤسسات الدولة اللبنانية.
[5]  ثمة قواسم مشتركة عديدة بين القضية العراقية والقضية السورية في وجود الاحتلال الإيراني وتنظيمات الغلاة التي تؤثّر في البلدَين، لكن سوريا ليست بؤرة التركيز لدى داعش، وذلك لأسباب يذكرها الأستاذ حسان الصفدي، منها: أن غالبية قيادات داعش عراقية، وممارساتها في العراق أعمق وأكثر خبرة، والحاضنة السنية في العراق ربما أكثر قبولاً لداعش بسبب ممارسات الحكومة الطائفية وشعورتلك الحاضنة بالتهديد الوجودي من الميليشيات الطائفية، وغياب حركات المقاومة العراقية الأخرى عن الساحة ونزولها تحت الأرض، بينما وقف الثوّار السوريون في وجه داعش. الحالة السورية، حسان الصفدي، ضمن أوراق ونقاشات مؤتمر سرّ الجاذبية: داعش، الدعاية والتجنيد، مؤسسة فريدريش إيبرت، الآردن، 2014، ص32. ويُنظر: تنظيم القاعدة ومشروع الدولة الإسلامية والتلاعب المستمرّ بمبدأ الولاء والبراء، ص98، وظاهرة داعش في تجارب القاعدة: نقد مزاعم اعتدال التنظيم، سعيد بن حازم السويدي، مركز ثبات للبحوث والدراسات، الإصدار 3، 2016، ص58-59. وعالم داعش من النشأة إلى إعلان الخلافة، هشام الهاشمي، دار الحكمة، لندن، 2015، ص214.
[6]  يُنظر: تنظيم “داعش” في سوريا يطلب هدنة فورية بعد خسائر فادحة في القتال مع الفصائل الأخرى، بي بي سي عربي، 5 يناير 2014، الرابط: https://cutt.us/p189r، و“جيش المجاهدين” تشكيل عسكري جديد لقتال ‘داعش’ في سوريا يضم ألوية وفصائل إسلامية مقاتلة، القدس العربي، 3 يناير 2014، الرابط: https://cutt.us/7k9jO، وانطلاق المواجهة مع “داعش” على أبواب جنيف، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 19 يناير 2014، الرابط: https://cutt.us/6gvqL، والدولة الإسلامية والفصائل السورية.. توتر واقتتال، الجزيرة نت، 14-3-2014، الرابط: https://cutt.us/9B9Dm
[7]  يُنظر: الحرب على تنظيم الدولة بعد مرور سنة على تشكيل التحالف الدولي: حالة سورية، حمزة المصطفى، مجلة سياسات عربية، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، العدد 16، سبتمبر 2015.
[8]  يُنظر: السلطة السوداء: الدولة الإسلامية واستراتيجيو الإرهاب، كريستوف رويتر، ترجمة: محمد سامي الحبّال، منتدى العلاقات العربية والدولية، قطر، 2016، ص171، وعالم داعش: ص266.
[9]  تأتي أهمية كلام “بن رودس” من أهمية مجلس الأمن القومي في الولايات المتحدة الأمريكية؛ فمجلس الأمن القومي هو بمثابة حكومة مصغرة …، ومستشار الأمن القومي هو أهم منصب في المجلس؛ إذ يُعد رجل الرئيس الحقيقي وهو حارس بوابته ويقدّم له كل المعلومات السرية التي جمعتها أجهزة الاستخبارات السرية. يُنظر: دور الاستخبارات الأمريكية في ظل التحولات الجديدة للأمن القومي الأمريكي، الدكتور اللواء نصير مطر الزبيدي، دار الجنان، السودان، 2013: ص23-34.
[10]  نشرت واشنطن بوست عن تقرير حكومي أمريكي اعتراف المسؤولين العسكريين الأمريكيين بفقدان أسلحة بمليارات الدولارات سلمتها الولايات المتحدة الأمريكية للحكومة العراقية بدءاً من عام 2005 وأنها تشك في وصولها إلى “أيدي سيئة” حسب التقرير.
Weapons Given to Iraq Are Missing – By Glenn Kessler – Monday, August 6, 2007: https://cutt.us/hDQAx
[11]  العقول المغيَّبة، سعد عبد القادر ماهر، 2020: ص135-136. وعما جاء في كتاب بن رودس عن الشرق الأوسط خاصة يُنظر: “العالم كما هو”: كتاب يتحدث عن رؤية الرئيس الأمريكي أوباما للعرب، مجلة الوعي، العدد 406، السنة الخامسة والثلاثون، تموز 2020، الرابط: http://www.al-waie.org/archives/article/14502، وعالم باراك أوباما كما هو بعيون بن رودس، العربي الجديد، يونيو 2018، الرابط: https://cutt.us/766Pw، وينظر بالإنكليزية:
Ben Rhodes and the Tough Sell of Obama’s Foreign Policy, Politico Magazine, By MICHAEL GRUNWALD May, 10, 2016: https://cutt.us/qVDsE
Ben Rhodes and the crisis of liberal foreign policy, By David Klion, The Nation, OCTOBER 17, 2018: https://cutt.us/XIgXd   
[12]  تقرير برلماني يتهم المالكي بسقوط الموصل، الجزيرة نت، 16/8/ 2015، الرابط: https://cutt.us/m847t 
[13]  علاقة إيران وداعش دراسة وتحليل، صالح سليمان، التغيير نت، 14/08/2015، الرابط: https://cutt.us/IqvcY    
وجاء في مقال في واشنطن بوست بعنوان “لماذا تمسّكنا بالمالكي وخسرنا العراق؟” أن قائد فيلق القدس قاسم سليماني اجتمع بقادة العراق عند الاختلاف حول المالكي، و”بعد تحذير العراقيين المتناحرين للعمل معاً أملى سليماني النتيجة نيابة عن المرشد الأعلى لإيران: سيبقى المالكي في رئاسة الوزراء”!
Why we stuck with Maliki — and lost Iraq – By Ali Khedery – July 3, 2014: https://cutt.us/Q5G38
[14]   يذكر دكتور العلوم السياسية عمر عبد الستار: أن “نوري المالكي عندما كان رئيساً للوزراء العراقي أوجد داعش بقرار من ميليشيا حزب الله اللبناني عام 2013 بهدف إقصاء السنّة من العملية السياسية، وربط مستقبل العراق بإيران … واعتبر دكتور العلوم السياسية أن داعش يتم تسخيره لخدمة التطلعات الإيرانية”. كيف توظّف إيران داعش لخدمة مصالحها في الانتخابات العراقية؟ هاني بيات، أورينت نت، 29/4/2018، الرابط: https://cutt.us/2MDhR  
[15]  في الذكرى الخامسة لسقوط الموصل: أين نتائج التحقيق، عمر الجنابي، الخليج أونلاين، 11/6/2019، الرابط: http://khaleej.online/6BqArq
[16] المالكي يلوذ بحسن نصر الله لحمايته من لعنة الفساد التي تطارده، عبد الحفيظ محبوب، ميدل إيست أونلاين، 11/12/2014، الرابط: https://cutt.us/3ieO8، ويُنظر: نماذج من فشل أحزاب السلطة استعانة المالكي بحسن نصر الله، على التميمي، شبكة أخبار العراق، 2017، الرابط: https://cutt.us/Oet8u
[17]  يُنظر: بالوثائق: بغداد بوست ينشر: 19 مليار دولار من أموال العراق في حوزة حزب الله في لبنان، بغداد بوست، 13 حزيران 2020، الرابط: https://cutt.us/9OC8V
[18]  يُنظر: “كتائب الإمام علي” لمحة عن ميليشيا شيعية عراقية متشددة تحارب داعش، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، 5/1/2020، الرابط: https://cutt.us/men6l
[19]  يُنظر: إيران وداعش شركة وعداوة، شبكة شام، 17/10/2014، الرابط: https://cutt.us/VZ0bL
[20]  يُنظر: داعش إلى أين؟ جهاديّو ما بعد القاعدة، فواز جرجس، ترجمة: محمد شيّا، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2016، ص55، وتنظيم داعش وإدارة الوحشية، صلاح عبد الحميد، أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي، 2015، ص146. وكذلك ما نشرته صحيفة لوموند الفرنسية عن مشاركة إيران باستهداف داعش:
L’Iran aurait bombardé l’Etat islamique en Irak – 03 décembre 2014: https://cutt.us/wL56F
[21]  In Obama’s ISIS Speech, Iran Goes Unspoken: Ally, Adversary or Both? Suzanne Maloney – September 11, 2014: https://cutt.us/Q7uGk
[22]  يُنظر: إيران وداعش شراكة وعداوة، إلياس حرفوش، شبكة شام، 17/11/2014، الرابط: https://cutt.us/4JLyJ .
[23]  يُنظر: تصوُّر الغلاة لمفهوم الدولة من جماعات الجهاد المصرية إلى القاعدة: عرض ونقد، د. عماد الدين خيتي، سلسلة مطبوعات على بصيرة (02) 2018، ص60؛ وفيه مناقشة ما جاء في “إدارة التوحش” عن صفات المناطق المرشحة للبدء بمشروع تنظيمات الغلو فيها من وجود عمق جغرافي وتضاريس مناسبة، وضعف النظام الحاكم، ووجود مدّ إسلامي في المنطقة، وانتشار السلاح بأيدي الناس فيها؛ مما لم يكن يجتمع إلا في مناطق الغالبية السنّيّة.
[24] للتوسع حول هذا تُراجع الورقة التحليلية الصادرة عن مركز الحوار السوري بعنوان: “التغلغل الثقافي الإيراني في سوريا (2): الأدوات التعليمية والاجتماعية”، بتاريخ 2/6/2020، الرابط: https://sydialogue.org/ar/163
[25]  يُنظر: بعد عام على باغوز: لم يُهزم تنظيم الدولة الإسلامية ولم يعاود الظهور بعد، هارون يزيلين، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، 25 مارس 2020، الرابط: https://cutt.us/BGvp2 
[26]  أبو القعقاع: محمود غول أغاسي: خطيب حلبي اشتهر بخطبه النارية انطلاقاً من مسجد العلاء الحضرمي في حلب، وبتأسيسه تنظيم غرباء الشام عام 2000م، وزاد نشاطه في تجنيد الشباب “للجهاد” بعد غزو العراق، وقد زار “أبو القعقاع” العراق وأفغانستان، والتقى أبا بكر البغدادي في دمشق، وكان نشاطه “الجهادي” ذاك مثار شكوك عند الناس وقتذاك؛ لكنه استطاع الإيقاع بشباب كثيرين قُتلوا في العراق أو انتهوا في سجون الأسد، وقُتل أبو القعقاع عام 2007 في ظروف غامضة. وقد أثار اهتمام الصحف الأجنبية في وقته، ثم أنتجت الجزيرة الوثائقية فيلماً وثائقياً كشفت فيه علاقاته مع أجهزة الأسد الأمنية واختراق استخبارات الأنظمة “للجماعات الجهادية”، مع مقابلات عناصر سابقين في جماعة غول أغاسي وفي مخابرات الأسد. يُنظر: “أبو القعقاع” داعية المخابرات السورية، برنامج الصندوق الأسود، الجزيرة نت، 26/11/2015، الرابط: https://cutt.us/GdPlv، وأبو القعقاع: الصعود السريع والنهاية الدموية، زمان الوصل، 6/11/2007، الرابط: https://cutt.us/ySctv ، و“أبو القعقاع السوري” أداة الأسد لاستخدام الجهاديين، عنب بلدي، 28/9/2018، الرابط: https://cutt.us/dPxBS، ومفاجأة “الصندوق الأسود” … أبو القعقاع السوري التقى أبو بكر البغدادي في دمشق، أورينت نت، 27/11/2015، الرابط: https://cutt.us/Hc8qi 
[27]  لم يكن محمود غول أغاسي عضواً في تنظيم القاعدة، ولم يكن كل مَن ذهبوا إلى العراق لمواجهة الغزو الأمريكي مع التنظيم، فكثيرون اندفعوا إلى القتال من أنفسهم حميةً؛ إلا أن القاعدة كانت التنظيم الأقوى وتحرص على استقبال المقاتلين الأجانب في صفوفها وضمّهم إليها، بدعوى الحرص على تنظيم المجاهدين وتنسيق عملياتهم.
[28]  The Jihad Next Door: The Syrian roots of Iraq’s newest civil war – By RANIA ABOUZEID June 23, 2014: https://cutt.us/9s4mX
ويُنظر:
 Suspects into Collaborators, Peter Neumann argues that Assad has himself to blame – 3 April 2014: https://cutt.us/wWuEt؛
والمقال مترجم بعنوان: جهاديّو سوريا: لا يلومنّ الأسد إلا نفسه، الجمهورية نت، الرابط: https://www.aljumhuriya.net/26403
[29]  يُنظر: تنظيم الدولة الإسلامية – الأزمة السنّيّة والصراع على الجهادية العالمية، حسن أبو هنية ومحمد أبو رمان، مؤسسة فريدرش إيبرت، الأردن، 2015، ص75.
[30]  من أهم الأمنيين الذي أشرفوا على التنسيق مع عناصر القاعدة وتدريبهم: علي مملوك وآصف شوكت وهشام بختيار، يُنظر “مكتب سفريات الإرهاب” في: السلطة السوداء، مرجع سابق، ص59؛ وفيه شهادات لمنشقين عن المخابرات السورية ومتعاونين معها تؤكد ارتباط كبار ضباط نظام الأسد بالقاعدة خلال الحرب العراقية وبعدها.
[31]  اتفق جناحا حزب البعث العراقي والسوري على اختراق القاعدة ومن بعدها “دولة العراق الإسلامية” خلال عملياتهم ضد الغزو الأمريكي للعراق، كما سبق في حديث كما سبق في حديث يونس الأحمد القيادي البعثي العراقي: “سنقاتل حتى آخر سلفي جهادي”، وتكوّن من ذلك تحالف استمرّ بعد ذلك كما كشف د. حاكم المطيري. يُنظر: المطيري يكشف أسراراً خطيرة عن تنظيم الدولة وعلاقته بالأسد، مؤيد باجس، عربي21، 2سبتمبر 2015، الرابط: https://cutt.us/ehdGO. وداعش والقاعدة وإيران والغرب: متى تنتهي اللعبة؟ صباح العجاج، موقع الراصد، الرابط: https://cutt.us/sXgQA. وكتاب النُّظم التسلطية العربية حاضنة الإرهاب، أنور البني وآخرون، مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، 2017، ص45. وعالم داعش: ص196.
[32]  يعني الرئيس الباكستاني الأسبق “برويز مشرّف” لتعاونه مع أجهزة الاستخبارات الغربية.
[33]  محاكمة أفكار الغلاة في ضوء أربعين عاماً من الفشل، سعيد بن حازم السويدي، مركز ثبات للبحوث والدراسات، الإصدار 8، 2017، ص9.
[34]  The “Lebanonization” of Iraq – Tony Badran – Foundation for Defense of Democracies – December 22, 2009: https://cutt.us/beISh
والمالكي يطلب من الأمم المتحدة رسمياً تحقيقاً دولياً.. والأسد يردّ: العراق كله مدوَّل، الشرق الأوسط، 5 سبتمبر 2009، الرابط: https://cutt.us/4s4Mv 
[35]  يُنظر: الجهاديون في لبنان من قوات الفجر إلى فتح الإسلام، فداء عيتاني، دار الساقي، بيروت، 2008، ص20، ص141. وجهاديّو سوريا: لا يلومنّ الأسد إلا نفسه، مرجع سابق.
[36]  جنبلاط: كلام الأسد عن القاعدة محاولة لتحويل لبنان إلى عراق ثانٍ، جريدة القبس، 3 يوليو 2006، الرابط: https://cutt.us/HWh25.  ويُنظر:
LIBAN: LE FATAH AL-ISLAM S’OPPOSE À L’ARMÉE LIBANAISE – ALAIN RODIER – MAI 2007: https://cutt.us/UBUII 
[37]  تُراجع فقرة “الدعم الميداني ضد الخصوم” في الإصدار الأول.
[38]  سياسة الغرب تجاه سوريا – تطبيق الدروس المستفادة، ورقة بحثية، المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس)، آذار 2017، ص18، الرابط: https://cutt.us/gugW9.
[39]  سيأتي الحديث عن براغماتية الغلاة مع إيران في فقرة “الغلاة والدوران مع المصالح” في نهاية هذا الإصدار.
[40]  تُراجع فقرة “القاعدة وأخواتها … وبدء العلاقة المحرمة” في الإصدار الأول.
[41]  وثيقة مذكورة سابقاً بعنوان: رسالة كنت كتبتها لأحد المشايخ الكرام في الجزيرة لتوضيح العلاقة مع إيران من زاوية معينة. ويُنظر بالإنكليزية صحيفة نيوزويك:
 Iran’s Secret Funding For al-Qaeda In Exchange For Attacks On U.S. Targets Exposed in Bin Laden Files – BY CALLUM PATON – 11/2/17: https://cutt.us/cDid0
[42]  جاءت الاتهامات لـ “أبو عبيدة اللبناني” المنشق عن القاعدة إلى داعش على لسان “أبو كريمة الخراساني” في رده على تصريحات اللبناني لصحيفة النبأ كما ذُكر سابقاً. تُراجع فقرة “تتمة الصفقة.. والرابح طهران” في الإصدار الأول.
[43]  أشرنا في الإصدار الأول أن “الإخوة الأعداء” تعبير عبد الباري عطوان عن هذه التنظيمات في كتابه: الدولة الإسلامية: الجذور التوحش المستقبل، ص186.
[44]  Syria has allowed hundreds of Qaida men to settle in Lebanon – Ze’ev Schiff – Sep. 2, 2002: https://www.haaretz.com/misc/article-print-page/1.5145878
[45]  HEZBOLLAH ET AL-QAIDA, ALLIES OU CONCURRENTS? ALAIN RODIER – JUILLET 2006: https://cf2r.org/actualite/hezbollah-et-al-qaida-allies-ou-concurrents/
[46]  Before bin Laden, One of World’s Most Feared Men – By James Risen – Feb. 14, 2008: https://cutt.us/J1M3m
[47]  Bin Laden Son Plays Key Role in Al Qaeda – By Douglas Farah and Dana Priest – Washington Post – Tuesday, October 14, 2003: https://cutt.us/wrpmu
ومن كلام الضابط المنشق: “إن مغنية بقي في إيران وخطّط شخصياً لهروب عشرات من رجال القاعدة إلى إيران، وإن مغنية عمل ضابط ارتباط مع الدكتور الظواهري وقادة منظمات أصولية أخرى”. وهذا يؤكد ما ذهبنا إليه من ترجيح حضور حزب الله في الساحة الأفغانية باسم إيران، وأن وساطته لنقل عناصر القاعدة إلى إيران تحققت، وقد سبق بيان هذا فقرة “القاعدة وأخواتها … وبدء العلاقة المحرمة” من الإصدار الأول.
[48]  Al-Qaeda Has Rebuilt Itself—With Iran’s Help – ADRIAN LEVY & CATHY SCOTT-CLARK – NOVEMBER 11, 2017: https://cutt.us/wCgaU
[49]   The Enemy of Iran’s Enemy: Al Qaeda’s tangled history with the Islamic Republic – BY BARBARA SLAVIN – AUGUST 1, 2011: https://cutt.us/xu0zY عدو عدو إيران  
[50]  سبق في الإصدار الأول أن مَن افتتح التواصل مع إيران كان أيمن الظواهري، وقبل الإعلان عن تشكيل تنظيم القاعدة؛ وأجبنا عما يُشكل من ذكر هذه اللقاءات وهي قبل تأسيس التنظيم عملياً: أن ذلك “لا يغيّر من دعم إيران لجماعات الغلوّ والتطرّف –وهو موضوعنا هنا – سواءٌ أكان “تنظيم الجهاد” المصري بقيادة الظواهري أم كان تنظيم قاعدة الجهاد بقيادة بن لادن من جهة، ومن جهة أخرى فإن ثمة ارتباط أيديولوجي وتأثير وتأثر بين “الظواهري وبن لادن” كان قبل ذلك بنحو عقد من الزمن؛ لاسيما تأثير الظواهري في بن لادن كان بالجنوح أكثر نحو الغلوّ والتطرّف وزيادة العنف، كما يقرّ بذلك حتى المقرّبون من القاعدة”. يُراجع: الإصدار الأول – التعارف والتقارب.
[51]  9-11 Commission Report / 2. The Foundation of the New Terrorism – The Commission closed August 21, 2004: https://9-11commission.gov/report/  
ويُنظر:
Marriage of Convenience: The Evolution of Iran and al-Qa`ida’s Tactical Cooperation – ASSAF MOGHADAM – APRIL 2017:
 https://cutt.us/G7gKd زواج المصلحة: تطور التعاون التكتيكي بين إيران والقاعدة.  
[52]  سبقت الإشارة إلى خصوصية المناطق التي ينتشر فيها تنظيم داعش بين سوريا والعراق عند الحديث عن “أداة إيران في العراق وإنعاش داعش”.
[53]  إضعاف الدولة: لماذا يعقد حزب الله صفقات مع التنظيمات الإرهابية؟ نوّار الصمد، مركز المستقبل للدراسات والأبحاث، 26 سبتمبر 2017، الرابط: https://futureuae.com/ar/Mainpage/Item/3270
[54]  يُنظر: اتفاقات الظلام لاستلام وتسليم المناطق والأشخاص.. درعا وجنوب دمشق مثالاً، شبكة شام، 25/12/2015، الرابط: https://cutt.us/DDoxE، وكيف انتقل أبرز قادة النظرة من جنوب سوريا إلى شمالها؟ عربي 21، 25/12/2015، الرابط: https://cutt.us/nV20p
[55]  شهادة قائد ميداني في إحدى فصائل حوران، وتمت المقابلة معه في تركيا بتاريخ 10/5/2020.
وما نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان موافق لذلك؛ تفاصيل اتفاق جبهة النظرة والنظام.. تحت رايات حزب الله اللبناني مرت القافلة، 1 يناير 2016، الرابط: https://cutt.us/nPkfi
[56]  للتوسع في هذا الخصوص يراجع: التغلغل الثقافي الإيراني في سوريا (3): الأدوات الإعلامية والديموغرافية “ورقة تحليلية”، مركز الحوار السوري، 30-6-2020، الرابط: https://sydialogue.org/ar/168 
[57]  يقول قرداش في اعترافاته: “صفقات الباصات الخُضر قراره جاء من البغدادي، وأنا فقط مَن ساعدت في تنفيذها والالتزام بالهدنة”؛ قرداش يكشف خبايا تنظيم داعش: منهجنا كان الوحشية والخراب لبثّ الرعب، كلكامش برس، 25/5/2020، الرابط: https://glgamesh.com/141074–.html؛ وعبد الناصر قرداش: نائب زعيم داعش البغدادي، اعتُقل في العراق، وكان لقرداش أثر كبير في عمل داعش ضمن الأراضي السورية.
[58]  طهران تدافع عن صفقة داعش – حزب الله، 7 سبتمبر 2017، المرصد السوري لحقوق الإنسان، الرابط: https://cutt.us/Q0cRf
[59]  يُنظر: قيادات من داعش والنصرة تتنقّل بحرية بين لبنان وسوريا، ليبانون فايلز، 15/11/2013، الرابط: https://cutt.us/s07dp
[60]  أفاد بعض مَن قابلناهم ممن كانوا في مخيمات عرسال أن عناصر من داعش والنصرة كانوا يدخلون المخيمات أحياناً لاعتقال أو تصفية مَن يريدون، حتى من أبناء عرسال اللبنانيين، وأنهم كانوا يتصدرون للتنسيق مع الجهات اللبنانية انطلاقاً من ولايتهم وزعامتهم على الناس كقوة أمر واقع ولحسن علاقتهم مع جهات من الدولة اللبنانية.
[61]  يُنظر: عناصر داعش يسلّمون أنفسهم لميليشيا حزب الله والسعادة تغمر وجوههم، العربية، 22/8/2017، الرابط: https://cutt.us/eGYlg 
[62]  تمت المقابلة مع الضابط المنشق في عفرين بتاريخ 28/6/2020؛ وكان قائد أحد فصائل الجيش الحرّ على الحدود السورية اللبنانية، واعتقلته داعش ولم تفرج عنه إلا بعد تسليمه كامل ما كان بحوزته من السلاح والمال والسيارات. 
[63] يعود مصطلح “الصحوات” إلى التجربة العراقية؛ فقد تأسست ابتداءً في العراق عام 2006 بدعم أمريكي مجالسُ من أبناء العشائر السنّيّة عُرفت بالصحوات، وكان هدفها المعلن تأمين المناطق السنّيّة من خطر القاعدة والتصدّي لإيران في العراق بعد استفحال خطر ممارساتها الطائفية. إلا أن القوات الأمريكية استعملت الصحوات لضرب مشروع المقاومة العراقية بشكل أكبر، وإضعاف مناطق السنّة في العراق قبل تسليمها الصحوات وتلك المناطق للنفوذ الإيراني؛ ما جعل أفراد الصحوات وقياداتها هدفاً للميليشيات الإيرانية ولتنظيم القاعدة وفصائل المقاومة التي آذتها لمصلحة القوات الأمريكية. ثم انتقل مصطلح الصحوات إلى الحالة السورية، وأكثر ما تستعمله تنظيمات الغلو ضد خصومهم بحجة الدعم الأمريكي لها. يُنظر: عالم داعش: ص123 وما بعده، وكتاب المقاومة العراقية وأمريكا، وليد الزبيدي، مكتبة جزيرة الورد، مصر، 2012. وكتاب تنظيم القاعدة والحركات الجهادية في العراق، سعد كنانة، آمنة للنشر والتوزيع، الأردن، 2011.
ويُنظر: صحوات العراق … قراءة نقدية، محمد عياش الكبيسي، صحيفة العرب القطرية، نوفمبر 2012، الرابط: https://cutt.us/3SZRU، وصحوات العراق وسرعة الأفول، الجزيرة نت، 25/9/2008، الرابط: https://cutt.us/iN2wn، وهل تتكرر تجربة صحوات العراق في سوريا، حسين عبد العزيز، عربي21، سبتمبر 2016، الرابط: https://cutt.us/U1M8p، وفي أصل الصحوات السورية وملحقاتها، خليل عيسى، العربي الجديد، أبريل 2016، الرابط: https://cutt.us/FGEtT   
[64]  تمت المقابلة في تركيا بتاريخ 10/5/2020 مع مسؤول إغاثي سابق في عرسال، بقي سنوات في سجون لبنان مع عناصر من داعش والقاعدة؛ فكانت شهادته مما رآه شخصياً على الحدود اللبنانية السورية ومما سمعه من المعتقلين من تنظيمات الغلو المحكوم أكثرهم بالإعدام أو المؤبد.
[65]  يُنظر: اعتداء الميليشيات الطائفية على قوافل إجلاء المهجَّرين من حلب، قناة حلب اليوم، 17 ديسمبر 2016، الرابط: https://cutt.us/vEwj3
[66]  يُنظر: أطلقوا عليهم الرصاص ورشقوهم بالحجارة … ميليشيات للنظام تعتدي على قافلة لمهجّري الغوطة، السورية نت، 1 أبريل 2018، الرابط: https://cutt.us/rs5ek
[67] العبادي: اتفاق حزب الله مع تنظيم الدولة الإسلامية “إهانة للشعب العراقي”، بي بي سي عربي، 30 أغسطس 2017، الرابط: https://cutt.us/PwOus
[68]  يُنظر: صفقة داعش – حزب الله.. تحالف الإرهاب لخدمة الطائفية، العين الإخبارية، 6/9/2017، الرابط: https://cutt.us/driiA، وإيران تُعيد الحياة لتنظيم داعش في العراق، مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، 16 مايو 2020، الرابط: https://cutt.us/nIpkc.
[69]  ويبدو أن هذا السيناريو يخدم الأجندة الأمريكية في العراق والمنطقة؛ فقد اتهم عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية كاطع الركابي الولايات المتحدة بنقل عناصر من تنظيم داعش من مدينة الحسكة السورية إلى الأراضي العراقية في أيار 2020، وأضاف النائب العراقي: ما يحدث الآن من حركات شبيهة بالأحداث قبل 2014، التي تم فيها اجتياح الموصل، الذي نخشى تكراره مع محافظات أخرى بالوقت الحالي. نائب يحذّر من سيناريو الاجتياح: طائرات أمريكية تنقل الدواعش من الحسكة السورية إلى العراق، بغداد اليوم، 6/5/2020، الرابط: https://cutt.us/FAfRo
[70]  وثيقة: العراق وحزب الله سهّلا وجود تنظيم الدولة بسوريا.. نص وثيقة مسربة من جهاز الاستخبارات السورية، الخليج أونلاين، 4/9/2014، الرابط: https://cutt.us/Hi5n0
[71]  أبو همام تركي البنعلي: شرعي تنظيم داعش وأحد أبرز قادتها، قُتل في الرقة عام 2017، وفتواه جاءت في اعترافات عبد الناصر قرداش القيادي في داعش في لقائه مع الخبير الأمني هشام الهاشمي. يُنظر:
Interview: ISIS’s Abdul Nasser Qardash, Husham Al-Hashimi, The Newlines Institute for Strategy and Policy, June 4, 2020: https://cutt.us/KyIBJ
[72]  سبقت في الإصدار الأول ضمن فقرة “الدعم بالمال والسلاح والذخائر”، وفيها جواب شرعي القاعدة “عطية الله الليبي” عن سؤال من عناصرهم في غزّة حول الاستفادة من أموال إيران التي تدعم بها فصائل فلسطينية، فكان من جوابه: “كون أموال حركة الجهاد أصلها من الدعم من الدولة الرافضية (إيران) فلا يضرّ في حدّ ذاته؛ أعني أنه يجوز الأكل مما يُعطى الإنسان منه وقَبوله إن شاء الله. فإنها دولة كافرة عندنا، وقَبول أموال الدول والملوك الكافرة جائز في ذاته”. وفيها جوابه كذلك عن أموال تجارة المخدرات في قوله: “وأما إذا كان هؤلاء التجار الذين يتاجرون بالحرام كالمخدرات يتصدقون بأموالهم في سبيل الله؛ فالذي يظهر لي والله أعلم جواز صرف هذه الأموال في الجهاد في سبيل الله، لأن هذه الأموال اكتُسبت من حرام، فوجب على صاحبها التوبة، ومن التوبة التحلل من هذه الأموال وألا تبقيها في ملكه، وطريق ذلك وضعها في بيت مال المسلمين، فتُصرف في مصالح المسلمين، ومنها الجهاد والغزو في سبيل الله أو التصدّق بها”.
الوثيقة 8/2012، مركز مكافحة الإرهاب بويست بوينت، مرجع سابق.
[73] The Islamic State Is the Newest Petrostate – BY KEITH JOHNSON – JULY 28, 2014: https://cutt.us/4UiW8
[74] Treasury Department Accuses Iran of Supporting al Qaeda – JEFFREY GOLDBERG – 28 July 2011: https://cutt.us/7PqJ5
Treasury Accuses Iran of Aiding Al Qaeda – By Helene Cooper – July 28, 2011: https://cutt.us/jhTao
[75]  تُنظر في: “الدعم بالمال والسلاح والذخائر” من الإصدار الأول.
[76] يُنظر: الدولة الإسلامية التي عرفناها رؤى متبصرة فيما قبل الظهور ودلالاتها، هاوارد جيه. شاتز وإيرين إليزابيث جونسون، (Rand)، ص8: https://cutt.us/OROOK. مع مراجعة ما مرّ في فقرة “أدوات إيران في العراق … وإنعاش داعش” في هذا الإصدار.
[77] Isis Inc: how oil fuels the jihadi terrorists _ Jihadis’ oil operation forces even their enemies to trade with them – Erika Solomon in Beirut, Guy Chazan and Sam Jones in London – 14 OCTOBER – 2015: https://cutt.us/uBYnT
[78] هذا ما جاء في تقرير فورين بوليسي المذكورة سابقاَ (The Islamic State Is the Newest Petrostate)، وفي دراسة Rand أن داعش ربحت ما يزيد عن مليار دولار من تهريب النفط من مصفاة بيجي: الدولة الإسلامية التي عرفناها، ص8. ويُنظر: الدولة الإسلامية: الجذور التوحش المستقبل، عبد الباري عطوان، دار الساقي، بيروت، 2015، ص31. وعالم داعش، ص157.
[79] يُنظر: تحديد معالم الدولة الإسلامية، تشارلز ليستر، دراسة تحليلية صادرة عن مركز بروكنجز، الدوحة، رقم 13، ديسمبر 2014، ص3.
[80] الأمم المتحدة، مجلس الأمن، رسالة مؤرخة 15 كانون الثاني 2019 موجهة إلى رئيس مجلس الأمن بشأن تنظيم داعش وتنظيم القاعدة، ص22.
ويُنظر:
A View from the CT Foxhole: Edmund Fitton-Brown, Coordinator, ISIL (Daesh)/Al-Qaida/Taliban Monitoring Team, United Nations – APRIL 2019, VOLUME 12, ISSUE 4: https://cutt.us/6RF5y
[81]  يُشار إلى أن الاختلاف الواضح في تقدير مالية داعش وغيرها من التنظيمات مرجعه أنها تستند إلى تقديرات الجهات والدول المعنية، وإلى مراجع المراكز البحثية التي تدرسها؛ بناءً على معطيات عدة، من تصريحات واحتساب دخل بعض الموارد المعروفة؛ لكنها تبقى تقديرية لخفاء كثير من موارد تلك التنظيمات واستثماراتها.
[82] ISIS Is Regaining Strength in Iraq and Syria – By Eric Schmitt, Alissa J. Rubin, and Thomas Gibbons-Neff – Aug. 19, 2019: https://cutt.us/7EXWd
[83]   ‘Islamic State Is a Convenient Obsession’ – Von Samiha Shafy – 06.01.2016: https://cutt.us/xiOAT 
[84] تردد اسم اللواء علي مملوك في تنظيم علاقة نظام الأسد مع القاعدة بعد غزو العراق كما مرّ؛ ويبدو أنه استمر بعمله في التنسيق من جهة أمن النظام مع المتطرفين.
[85]  ISIS and Assad cooperate locally on mutual interests to destroy FSA – BY YUSUF SELMAN İNANÇ – JUL 02, 2015:    https://cutt.us/kErVg
وقبل هذا التاريخ كان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو آنذاك صرّح أن “علاقة تنظيم داعش بنظام الأسد أصبحت علنية، مشيراً لوجود شراكة بين داعش والنظام السوري خلف الكواليس”. أوغلو: العلاقة بين داعش ونظام الأسد أصبحت علنية، العربية، 10 يناير 2014، الرابط: https://cutt.us/UVRSH
[86] حصرياً.. قيادي داعشي للمجلة: البغدادي زعيم ظلّ ومازن نهيري رجل داعش الأول، المجلة، 30 أغسطس 2016، الرابط: https://cutt.us/OLcNf
[87] ما حقيقة علاقة داعش مع بشار الأسد؟ الخليج أونلاين، 9/12/2015، الرابط: https://cutt.us/DHokt
[88] استراتيجية تنظيم الدولة الإسلامية: باقية وتتمدّد، مركز كارنيغي للشرق الأوسط، 29 حزيران 2015، الرابط: https://carnegie-mec.org/2015/06/29/ar-pub-60542
[89]  Why Bashar Assad Won’t Fight ISIS – BY ARYN BAKER – FEBRUARY 26, 2015: https://time.com/3719129/assad-isis-asset/
[90] The Islamic State Is the Newest Petrostate، مرجع سابق.
[91] يُنظر: ماذا يفعل المهندسون الروس في منشأة نفطية تديرها داعش؟ إدراك للدراسات والاستشارات، 11 فبراير 2016، الرابط: https://cutt.us/Qs6O0، وما حقيقة علاقة داعش مع بشار الأسد؟ مرجع سابق.
[92] يُنظر: سياسة الغرب تجاه سوريا – تطبيق الدروس المستفادة، مرجع سابق، ص18.
[93] ولا يخفى في المقابل أن اتفاقات أو تفاهمات محدودة عقدتها قوى الثورة والمعارضة مع نظام الأسد في بعض المناطق، لاسيما في المناطق المحاصرة للتخفيف عن الناس عبر تجّار وأفراد مسؤولين غير رسميين؛ لكنها خارج موضوع هذه الدراسة، وتلك الاتفاقات والتفاهمات الاقتصادية لقوى الثورة السورية مع نظام الأسد وحلفائه يلزم بحثها وتحليلها وتبعاتها في عمل بحثي مستقل.
[94] تحايل تنظيم الدولة الإسلامية للاستفادة من الخدمات المصرفية، ماثيو ليفنت، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، 24 آذار 2015، الرابط: https://cutt.us/mTWJA
[95] Isis Inc: Loot and taxes keep jihadi economy churning – Erika Solomon in Beirut and Sam Jones in London – DECEMBER 14 2015: https://cutt.us/DWzq0
[96] يُنظر: تحديد معالم الدولة الإسلامية، ص19. ويُنظر بالإنكليزية:
 Islamic State issues fake tax receipts to keep trade flowing – BY MITCHELL PROTHERO – MCCLATCHY FOREIGN STAFF – SEPTEMBER 03, 2014: https://cutt.us/gmvMn
[97] يُنظر: أطراف النزاع في سوريا تفرقهم المعارك وتجمعهم الملايين، فرانس 24، 31/7/2018، الرابط: https://cutt.us/AyhuO
[98] يُنظر: تحرير الشام تنوي فتح معبر تجاري مع نظام الأسد.. وخبراء يوضحون هدفها، أحمد زكريا، اقتصاد، 29 نيسان 2020، الرابط: https://cutt.us/ME6Gj
[99] يُنظر: 10 مليون دولار يومياً واردات معبر تحرير الشام الجديد، مالك الحافظ، روزنة، 28 نيسان 2020، الرابط: https://cutt.us/a2tyF ومعبر مزناز – معرة النعسان حاجة جميع الأطراف عدا المهجرين السوريين، منهل باريش، القدس العربي، 2 مايو 2020، الرابط: https://cutt.us/WRd9J، وهيئة تحرير الشام تسيطر على المعابر في ريفَي حلب وإدلب، الشرق الأوسط، 8 يناير 2019، الرابط: https://cutt.us/HIrrC  
[100] حسب شهادة قائد ميداني من فصائل حوران؛ وتمت المقابلة في جنوب تركيا بتاريخ 10/5/2020.
[101] يُنظر: الصفقات مع داعش نهج إيراني بامتياز، عمر الرداد (عميد سابق في المخابرات الأردنية)، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، 20/12/2017: https://cutt.us/7FP22
[102] كتاب الانفجار في كشف وفضح الأسرار، أبو صفية اليمني صلاح بن سالم باجبع، شبكة عرين المجاهدين. الرابط: http://halgan.net/kutub/wajikafaydid.pdf، ص22.
[103] تشير نظرية “أم القرى” في المخططات الإيرانية إلى أن إيران هي قلب العالم الإسلامي بوصفها القلب المذهبي للإسلام الصحيح؛ فهي المخلّص لدول العالم الإسلامي من الديكتاتوريات التي تحكمها، لتخلص لها القيادة وإنقاذ العالم. يُنظر: الإصدار الأول من دراسة “التغلغل الثقافي الإيراني في سوريا“، مركز الحوار السوري، 10/5/2020، الرابط: https://sydialogue.org/ar/162
[104] يُنظر: أأيقاظ قومي أم نيام؟ محمد سرور زين العابدين، دار الأصول العلمية، إسطنبول، 2016؛ ففيه عرض بالوثائق والشهادات لمطامع إيران في دول الخليج العربي.
[105] يُنظر: إيران دراسة عن الثورة والدولة، وليد عبد الناصر، دار الشروق، القاهرة، ط1، 1997، ص79 وما بعدها.
[106] يُنظر: حرب إيران السرية على مملكة البحرين: سرايا الأشتر والجناح العسكري لحزب الله في البحرين، ميشيل بيلفر وخالد الشيخ، ترجمة عهود الشريع وسعود فهد، دراسات، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، يناير 2019.
[107] تُراجع: فقرة “زواج المصلحة … والإقامة” في الإصدار الأول.
[108] Saudi official blames Riyadh attacks on al Qaeda – CNN – November 9, 2003: https://cutt.us/wArTZ
[109] كتاب حلف المصالح المشتركة: التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة، تريتا بارزي، ترجمة: أمين الأيوبي، الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، 2008، ص127.
[110] تُراجع: فقرة “تتمة الصفقة … والرابح طهران” في الإصدار الأول.
[111] قيادات التنظيم تقرّ بمساعدة إيران ودعمها اللوجستي، الشرق الأوسط، 8 مايو 2014، الرابط: https://aawsat.com/print/92191
[112] فرزاد فرهنكيان: عمل مستشاراً بوزارة الخارجية الإيرانية، ثم انتقل للعمل في سفارة دبي وبغداد والمغرب، وكان آخر عمل له هو الرجل الثاني في السفارة الإيرانية ببلجيكا. يُنظر: https://farzadfarhnkin.wordpress.com/%D8%AD%D9%88%D9%84/ 
[113] القاعدة وداعش واجتماع أصفهان الخطير، فرزاد فرهنكيان، 28 تموز 2016، الرابط: https://cutt.us/FDbu2 
[114] علاقة إيران وداعش دراسة تحليلية، التغيير نت، مرجع سابق.
[115] يُنظر: داعش والجهاديون الجدد، مرجع سابق: ص131، وكتاب القاعدة في اليمن والسعودية، بشير البكر، دار الساقي، بيروت، 2010، وإصدار اليمن والقاعدة، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، قطر، 2012. ويُنظر بالإنكليزية:
  • Yemen: ‘Major Staging Base’ for Al Qaeda, Bruce Riedel, The Brookings Institution, January 5, 2010: https://cutt.us/ySaqQ
  • AQAP in South Yemen: Past and Present, by Summer Ahmed, the Washington Institute for Near East Policy, Aug 30, 2019: https://cutt.us/1H1nI
[116] ظهرت داعش في اليمن بداية 2015، ولا تختلف سياستها العامة عما عليه التنظيم في العراق وسوريا وغيرهما من مزيد الإجرام والتنكيل والعمليات ضد المساجد والمدنيين؛ ما أعطى فرصة أكبر للقاعدة لترسيخ حضورها القويّ في المشهد اليمني. ونختصر في ورقتنا هذه على ما يتصل باستثمار إيران في كلا الطرفَين من الغلاة، وللتوسع في صراع القاعدة وداعش في اليمن يُنظر:
  • Islamic State in Yemen – A Rival to al-Qaeda? (PfPC), by Clausen, Maria-Louise, Disunity in Global Jihad. WINTER 2017: https://cutt.us/sHKpL
  • The Failing Islamic State Within The Failed State of Yemen, Elisabeth Kendall, Perspectives on Terrorism Vol. 13, No. 1 February 2019: https://cutt.us/v7i13
  • Insight – In Yemen chaos, Islamic State grows to rival al Qaeda, Reuters, JUNE 30, 2015: https://cutt.us/FrKrR
[117] يُنظر: تقرير مجموعة الأزمات الدولية:
Yemen’s al-Qaeda: Expanding the Base, 2 FEBRUARY 2017: https://cutt.us/MWMwy
ويُنظر:
Yemen in Crisis, Zachary Laub and Kali Robinson, July 29, 2020: https://cutt.us/ERFm3
Houthis’ Rise in Yemen Risks Empowering al-Qaeda, BY NOAH RAYMAN, JANUARY 22, 2015: https://cutt.us/54rj1
[118] Houthi rebels and Al Qaeda exchange 115 prisoners, Ali Mahmood, Sep 19, 2019: https://cutt.us/dNwQZ
[119] تقرير الأمم المتحدة – مجلس الأمن رقم 53/2020، بتاريخ 20/1/2020، الرابط: https://undocs.org/ar/S/2020/53
وفي التقرير أن الحوثيين يدعمون تنظيم داعش في قتاله مع تنظيم القاعدة؛ وفي هذا استثمار إيراني حوثي لإضعاف الطرفين، وإبقاء خطوط الاستثمار والتواصل مع تنظيمات الغلو كلها هناك.
[120] ISIS in Yemen: Caught in a Regional Power Game, by Elisabeth Kendall, July 21, 2020: https://cutt.us/S9ITc
[121] نجد لهذا صدى في دراسات بعض الجهات الأمريكية المؤثرة؛ فقد نشر مركز جامعة جورج تاون للدراسات الأمنية مقالاً بعنوان: يمكن للتعاون بين الولايات المتحدة والحوثيين هزيمة القاعدة في شبه الجزيرة العربية وداعش في اليمن؛ بما يُعيدنا كذلك إلى الدعم الأمريكي للأكراد الانفصاليين في سوريا وللمليشيات الموالية لإيران في العراق بحجة محاربة إرهاب داعش والقاعدة. يُنظر:
US-Houthi Collaboration Can Defeat AQAP and ISIS in Yemen, By Jordan Abu-Sirriya, October 31, 2019: https://cutt.us/3Pi2    
[122] في الهجوم الذي استهدف فيه الحوثيون عرضاً عسكرياً لحكومة اليمن الشرعية والتحالف العربي اتهم المبعوث السعودي إيران الداعمة للحوثيين بالاشتراك في أهداف مشتركة مع داعش والقاعدة. يُنظر:
Houthi attack kills more than 30 in Yemen’s Aden, Saudi blames Iran, Reuters, AUGUST 1, 2019: https://cutt.us/6MWcC   
[123] يُنظر: إيران تهدّد … وداعش ينفّذ، إياد أبو شقرا، عربي21، مايو 2015، الرابط: https://cutt.us/geFZb، واليمن: إرهاب ثلاثي بغطاء إيراني … الحوثي وداعش والقاعدة: تضادّ عقائدي ووحدة لوجستية، الشرق الأوسط، فبراير 2019، الرابط: https://cutt.us/vRNDm ، ومخطط إيران في اليمن، د. نبيل العتوم، مركز أمية للبحوث والدراسات الإستراتيجية، 12/2017، الرابط: https://cutt.us/geOzf
[124] Iran Receives Al Qaeda Praise for Role in Terrorist Attacks, NOVEMBER 24, 2008: https://cutt.us/qUeOM
ويُنظر: صحيفة تزعم اعتراض رسالة للظواهري يشكر فيها الدعم الإيراني لهجمات صنعاء، القدس العربي، نوفمبر 2008، الرابط: https://cutt.us/xTHL3
[125] يُنظر: كيف أصبحت إيران تدير القاعدة؟ اليمني الجديد – نشوان نيوز، يناير 2016، الرابط: https://cutt.us/G2zOO، والظواهري “يشكر” طهران لدعمها أنشطة القاعدة في اليمن آخرها الهجوم على السفارة الأمريكية بصنعاء، مأرب برس، نوفمبر 2008، الرابط: https://cutt.us/boQ4E 
[126] يُنظر: إيران ورقصة السرطان، جميل الذيابي، دار العبيكان، السعودية، 2010: ص178، ومشاريع التغيير في المنطقة العربية ومستقبلها، مجموعة باحثين، مركز دراسات الشرق الأوسط، الأردن، 2012: ص378.
[127] Shabaab Leader Sanctioned as Zawahiri Responds to Group’s Oath of Loyalty, BY NICK GRACE, November 21, 2008: https://cutt.us/q8oDJ
[128] Iran allies with Al-Shabaab in Somalia to distribute arms to Houthi rebels, Raúl Redondo, Atalayar, July 20 2020:  https://cutt.us/Dtewz
[129] Iran is new transit point for Somali charcoal in illicit trade taxed by militants: U.N. report, Reuters, OCTOBER 9, 2018: https://cutt.us/rwfrK
UN highlights illegal Somali charcoal trafficking to Iran, france24, 12/10/2018: https://cutt.us/0j5uB
[130] تحدثت مجلة إيكونوميست تعليقاً على هجوم حركة الشباب على القوات الأمريكية في قاعدة جوية كينية عن أن تحالف إيران مع حركة الشباب وراء نجاح حركة الشباب في تلك العملية خارج الصومال. يُنظر:
An attack on American forces in Kenya raises questions and concerns: But talk of an alliance between al-Shabab and Iran is probably just that, Jan 11th 2020 edition: https://cutt.us/B5FKw  
[131] In Somalia, Iran Is Replicating Russia’s Afghan Strategy, BY MUHAMMAD FRASER-RAHIM, MO FATAH, JULY 17, 2020: https://cutt.us/qEnt7     
[132] تبذل إيران جهوداً كبيرة للتغلغل الثقافي والتغيير الديني في إفريقيا؛ ولاسيما في منطقة القرن الإفريقي لتثبيت وجود طويل وشرعي لها هناك، حتى نادت بعض الجهات الرسمية والمحلية في الصومال بطرد السفير الإيراني لمساهمتها في زعزعة البلاد؛ فضلاً عما يتكشف من الدعم الإيراني لحركة الشباب المتطرفة التي تقاتل الحكومة في مقديشو. يُنظر: رئيس الجمهورية يتهم إيران بزعزعة استقرار البلاد، مركز مقديشو للبحوث والدراسات، يناير 2016، الرابط: https://cutt.us/FaQSb، والشيعة في القرن الإفريقي وإرتريا، مركز البحر الأحمر للدراسات والبحوث، مجلة البيان، 6/2015، الرابط: https://cutt.us/RT2Cj، والدور الإيراني في الصومال: البحث عن موطئ قدم، فهد ياسين، مركز الجزيرة للدراسات، آب 2015، الرابط: https://cutt.us/WpJAb، ووزير العدل في بونتلاند: نؤيد قرار طرد السفير الإيراني، مركز مقديشو للبحوث والدراسات، يناير 2016، الرابط: https://cutt.us/WyFqT   
[133] يُنظر:
  • Hezbollah allegedly training Nigerian Shiites to expand influence in West Africa, Middle East Institute, July 5, 2018: https://cutt.us/aSguX
  • HOW HEZBOLLAH IS WINNING IN WEST AFRICA, By Michael Keating, WORLD POLICY INSTITUTE, SEPTEMBER 30, 2013: https://cutt.us/WC2bH
  • As Iran Looks to Hit US Interests, it May Turn to Africa, By Salem Solomon, January 04, 2020: https://cutt.us/mPj46
  • From Beirut to Bangui: inside Iran’s plan to take proxy wars to Africa, Albin Szakola and Jack Losh, May 20, 2020: https://cutt.us/dxVgj
[134] تُراجع فقرة أداة إيران في لبنان: حزب الله مع القاعدة وداعش.. تدريب وتنسيق قديم جديد” في هذه الورقة.
[135] رئيس الحكومة الأسبق سيد أحمد غزالي في شهادة له: لهذا السبب قطعت الجزائر علاقاتها مع إيران! 7/4/2018، الرابط: https://cutt.us/HtkOP
[136] يذكر غزالي في شهادته: “قال لي بصلافة علي أكبر ولايتي وزير خارجية إيران آنذاك: إنكم سمحتم للسلفيين من السعودية بالعمل لترويج الوهابية في بلدكم؛ فاسمحوا لنا أيضاً بأن نقوم بالترويج للشيعة”، المرجع السابق.
[137] يُنظر: التشيع في الجزائر الواقع والمستقبل … والدور الإيراني، مركز العصر للدراسات الإستراتيجية والمستقبلية، لندن، ديسمبر 2017، الرابط: https://cutt.us/ZkYu7، والشيعة والتشيع في الجزائر: حقائق مثيرة عن محاولات الغزو الفارسي، ج2، الحقوقي الجزائري أنور مالك، الحوار المتمدن، العدد 2046، 2007، الرابط: https://cutt.us/kkNcH
[138] من تاريخ الحركات الإسلامية مع الشيعة وإيران، أسامة شحادة، كتاب الراصد 7، ص157، وإيران دراسة عن الثورة والدولة، مرجع سابق، ص90.
[139] يُنظر: تصاعد المدّ الإيراني في العالم العربي، السيد أبو داود، مكتبة العبيكان، السعودية، 2014، ص281-298، وإيران دراسة عن الثورة والدولة، مرجع سابق، ص89-91.
[140] يُنظر: زواج المتعة بين تنظيم القاعدة والنظام الإيراني، شيماء حفظي، المرجع، 29يونيو 2018، الرابط: https://www.almarjie-paris.com/1660، مع ما سبق في فقرة “التعارف والتقارب” من الإصدار الأول.
[141] يُنظر: أسلحة إيرانية محتملة إلى داعش سيناء ومصر تحقق: ظهران تنفي وخبراء: التواصل ربما تم عبر وسطاء، الشرق الأوسط، 12 أغسطس 2016، الرابط: https://cutt.us/5vRJW، وتحقيقات موسعة في مصر وإسرائيل حول إمداد إيران لداعش سيناء بالأسلحة، القبس الكويتية، 12 أغسطس 2016، الرابط: https://cutt.us/rMhcp، وسيناء بعد الموصل وسوريا.. أدلة تكشف دعم إيران لداعش، الخليج أونلاين، 15/4/2017، الرابط: https://cutt.us/KXMqw  
[142] Hekmatyar accuses Iran of supporting ISIS in Afghanistan – Salaam Times – 2018-01-04: https://cutt.us/ts73V
ويُنظر: حكمتيار: داعش مشروع إيراني بالكامل، المعهد الدولي للدراسات الإيرانية رصانة، 13 فبراير 2018، الرابط: https://cutt.us/G9OjK
[143] من شهادة الدكتور عبد الله عزّام بإيران وتدخّلها في أفغانستان قوله: “إيران ترتجف من قيام دولة إسلامية سنّيّة صحيحة في أفغانستان … يكرهون أن تقوم دولة سنّيّة بجانبهم فتوقف المدّ الشيعي في المنطقة. إيران تحلم بأن تكون إمبراطورية شيعية من إيران عبر باكستان ثم العراق ثم سوريا ثم لبنان ثم جنوب تركيا … كانت إيران تحلم وتظنّ أن الجهاد سيسقط وتقتسم أفغانستان”.
 يُنظر: من تاريخ الحركات الإسلامية مع الشيعة وإيران، مرجع سابق، ص83-84.
[144] يُنظر: الوثيقة رقم 8/2012 من وثائق آبوت آباد، مركز مكافحة الإرهاب في ويست بوينت. وقد أشرنا في الإصدار الأول إلى مصادر هذه الوثائق وتسريبها من الجهات الأمريكية، فلتُنظر في فقرة “القاعدة وأخواتها … وبدء العلاقة المحرمة” منه.
[145] يُنظر: الإرهاب أداة المشروع السياسي الشيعي الإيراني، أسامة شحادة، الراصد، الرابط: https://cutt.us/wMpYH
How terrorism helps — and hurts — Iran – Daniel L. BymanMonday -brookings – January 6, 2020: https://cutt.us/6V372
[146] البرغماتية: تيار فلسفي مشتق من لفظ يوناني يعني: العمل؛ فالبرغماتية تدعو إلى أن حقيقة كل المفاهيم لا تثبت إلا بالتجربة العملية، فهي إجرائياً ترتكز على النتائج والمنفعة. وللتوسع في مفهوم البراغماتية وموقف الدين منها يُنظر: البراجماتية عرض ونقد، منصور عبد العزيز الحجيلي. والبراجماتية، وليام جيمس، ترجمة: محمد علي العريان، المركز القومي للترجمة، القاهرة، 2008. والنفعية في ميزان الإسلام، محمد العبدة، مجلة مقاربات، المجلس الإسلامي السوري، العدد السادس، ديسمبر 2019.
[147] يُنظر: البرغماتية الإيرانية ودورها تجاه الأزمة السورية، عبد الله راشد العرقان، مجلة دراسات وأبحاث، العدد 30، مارس 2018. والقوة الذكية في السياسة الخارجية، ص90.
[148] التقية: إظهار الشخص خلاف ما يُبطن، وهي من عقائد الشيعة. يُنظر: مبدأ التقية بين أهل السنة والشيعة الإمامية، أحمد قوشتي عبد الرحيم، مركز التأصيل للدراسات والبحوث، السعودية، 204 ص34.
وفي سياسة إيران المعاصرة شواهد عن ممارستها التقية في سياستها الخارجية، يُنظر: إيران والاستثمار البراغماتي للتقية ببُعد استراتيجي، مزهر جبر الساعدي، كتابات، ديسمبر 2020، الرابط: https://cutt.us/oQNro 
[149] للتوسع في هذا يُنظر ورقة تحليلية سابقة لمركز الحوار السوري بعنوان: تغيّر في المواقف أم تقية وازدواجية بين الخطاب والفكر؟ قراءة في تسجيل مسرب لقيادي في هيئة تحرير الشام، 2/4/2020، الرابط: https://sydialogue.org/ar/155، وتحولات خطاب تنظيم القاعدة في سورية، عمران للدراسات الاستراتيجية، 10 حزيران 2016، الرابط: https://cutt.us/l25bn، ومفارقات داعش: الآمال السياسية التي خابت، طارق عثمان، مركز الجزيرة للدراسات، 23/11/2014، الرابط: https://cutt.us/aivnD، ورحلة الجولاني من رحم داعش إلى استنساخ حزب الله، عبيدة عامر، ميدان الجزيرة، 3/1/2019، الرابط: https://cutt.us/VFZa4، وحرّاس الدين وتكيّفات القاعدة في سوريا، حسن أبو هنية، عربي 21، 11 مارس 2018، الرابط: https://cutt.us/5E6yx
[150] يُنظر: دراسات في السلفية الجهادية، أكرم حجازي، مدارات للأبحاث والنشر، القاهرة، 2013، ص108.
[151]  Al-Qaida – Iran: des liaisons dangereuses – Par Madjid Zerrouky – 08 décembre 2017: https://cutt.us/QGn4Y.
[152] يُنظر: التقرير التحليلي “مخاطر عودة داعش واستثمارات اللاعبين فيه”، الصادر عن مركز الحوار السوري، ديسمبر 2020، الرابط: https://cutt.us/eTyva
 [153] Iran and its Protégées، مرجع سابق.
 [154]يُنظر:
The Dangers of Outsourcing the War Against ISIS, Dr Lina Khatib, Chatham House, 14 JULY 2016: https://cutt.us/Gm83Z
[155] A Strategy to Counter ISIL as a Trans regional Threat – by Lynn E. Davis, Jeffrey Martini, Kim Cragin – RAND: https://www.rand.org/pubs/perspectives/PE228.html
[156] يُنظر:
Paris Attacks: Governance, Not Airstrikes, Will Topple ISIS in Syria, Dr Neil Quilliam, 18 NOVEMBER 2015: https://cutt.us/3DfJu
[157] يُنظر: سورياليات – تشارلز ليستر يتحدث إلى “ديوان” عن الجهاديين ولماذا يتعين على الأسد الرحيل، مركز كارنيغي للشرق الأوسط، 6 نيسان 2017، الرابط: https://carnegie-mec.org/diwan/68444
[158] يُنظر: الدولة الإسلامية التي عرفناها، مرجع سابق؛ وهذه التوصية مختصرة منها.
[159] يُنظر: التحالف الخبيث.. جرد حساب للتعاون بين الأسد وداعش، علي حسين باكير، الجزيرة نت، 9/5/2016، الرابط: https://cutt.us/hmakQ، وأردوغان: ماذا يفعل الروسي جورج حسواني بنفط داعش؟ عربي21، ديسمبر 2015، الرابط: https://cutt.us/ttJDK 
[160] يُنظر: حكاية جماعات العنف في مصر من الانحراف إلى فكر الخوارج، أسامة شحادة، الأردن، 2021: ص180.
[161] يُنظر كتاب “الدولة الإسلامية بين الحقيقة والوهم”، محمد منصور، دار الجابية، لندن2014؛ ففيه مناقشة لكثير من هذه الأوهام شرعياً وفكرياً.
[162] لمركز الحوار السوري دراسة تحليلية للعوامل المؤثرة في العلاقات الخارجية للكيانات المسلحة، إجابةً عن السؤال الآتي: هل ينطبق على الكيانات المسلحة العوامل ذاتها التي تنطبق على الدول في إطار العلاقات الدولية؟ وهل هنالك عوامل أخرى تؤثر في العلاقات غير تلك المعروفة في نطاق الدول؟ وقد صدر الجزء الأول من هذه الدراسة. يُنظر: https://sydialogue.org/mfa9
[163] Al-Qa`ida Plays a Long Game in Syria – CHARLES LISTER – SEPTEMBER 2015, VOLUME 8, ISSUE 9: https://www.ctc.usma.edu/al-qaida-plays-a-long-game-in-syria
[164] يُنظر: التهديد المستمر من تنظيمَي الدولة الإسلامية والقاعدة: وجهة نظر الأمم المتحدة، ادموند فيتون براون، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، 6/2/2020، الرابط: https://cutt.us/iegY9
[165] أقام مركز الحوار السوري، وبالتعاون مع مؤسسة قرطبة بجنيف ندوة حوارية ضمّت عدداً من الفاعلين السياسيين والشرعيين السوريين، تم فيها استعراض تجارب بعض أهم فصائل وهيئات المعارضة السورية في خطاباتها الفكرية والشرعية والسياسية ضد فكر الغلو والتطرف، بهدف الاستفادة من تلك التجارب في رسم معالم طريق للوصول إلى مقاربة نموذجية في توجيه الخطاب ضد ذلك الفكر، وبهدف الوصول إلى توصيات تؤسس لمقاربة متكاملة لمواجهة خطاب الغلو والتطرف، من خلال فهم دورة حياة ظاهرة الغلو ونموها والعوامل التي تسهم في تشكيل البيئات الحاضنة لها، واستعراض دور الخطاب الشرعي، وأثر تشكيل المرجعية الشرعية الموحدة على نمو الغلو، بما في ذلك المقترحات الممكنة لتعزيز شرعية وتأثير المرجعية الشرعية الموحدة وتفعيلها، إضافة إلى تحليل العوامل التي أدت إلى تحولات بعض الفصائل المتأثرة بـ “السلفية الجهادية” نحو الاعتدال النسبي.
يُنظر: الإصدار الخاص بالندوة الحوارية “نحو مقاربة نموذجية لمواجهة خطاب الغلو والتطرف في السياق السوري من خلال التجارب والدروس المستفادة”، مركز الحوار السوري، أبريل 2019، الرابط: https://cutt.us/41faP 
[166] يشكر فريق البحث القادة الميدانيين والشهود الذين استجابوا للتعاون معنا في إنجاز هذه الورقة؛ لاسيما قادة الجنوب والقلمون.

يحمل دكتوراه في اللغة العربية وآدابها، أكاديمي محقق في التراث، وكاتب باحث في القضايا الثقافية والفكرية. أنجز عدة دراسات ومقالات تُعنى بالوجود الإيراني في سورية، وبالتعليم والهوية الثقافية، وصدرت له عدة كتب تخصصية وإبداعية، مع أبحاث له منشورة في مجلات ثقافية ومجلات علمية محكَّمة.

باحث ومستشار، كتب و شارك في كتابة العديد من الأوراق المتعلقة بالملف السوري. كما عمل مستشاراً وباحثاً في الشأن السوري لدى عدة مراكز سياسات سورية ناشئة، ولدى منظمات دولية. مدرب في مجال أساسيات ريادة الأعمال وأساسيات التحليل السياسي،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى