المشاركات الإعلامية

حول التطورات في أوكرانيا وأهداف الغزو الروسي

خلال استضافته على راديو الكل للحديث عن التطورات في أوكرانيا والمفاوضات بين موسكو وكييف رغم استمرار الأعمال العسكرية؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن روسيا تحاول من خلال المباحثات فرض الاستسلام على أوكرانيا.

وأشار سالم إلى أنه وبالرغم من استمرار الغزو الروسي إلا أنه بالنتيجة يجب أن تبقى هناك فرصة للتفاوض، لافتاً إلى أن الصمود الأوكراني ربما مع العقوبات التي تُفرض على موسكو قد تدفع بروسيا إلى إعادة التفكير في جدوى الاجتياح العسكري أو محاولة إسقاط الحكومة الحالية، وبالتالي الوصول إلى حلٍ وسط، ولكن حتى الآن يبدو أن الروس مصرون على أهدافهم.

وأوضح الباحث أن أسباب الغزو كثيرة وأبرزها الرفض الروسي لوجود حلف الناتو قرب الحدود الروسية، مشيراً إلى أن موسكو طلبت من حلف شمال الأطلسي التعهد بعدم ضم أوكرانيا لا الآن ولا مستقبلاً ولكن الحلف لم يعطِ ضمانات بذلك، وبالتالي تعتبر موسكو إمكانية انضمام أوكرانيا إلى الناتو مستقبلاً تهديداً حقيقياً لها.

وتابع سالم أنه وفي 2014 تغير النظام في أوكرانيا بعد الثورة التي حصلت فيها، حيث كان موالياً لروسيا وأصبح موالياً للغرب فقامت روسيا بضمّ “القرم” وبقيت عينها على بقية أوكرانيا، فهي تعتبر أن هذه خاصرة رخوة ومنطقة حيوية على حدودها وأن وضع صواريخ في أوكرانيا يعني تهديداً بوصول هذه الصواريخ خلال دقائق إلى موسكو نفسها، بحسب الباحث.

وأضاف الباحث أن ما تريده روسياً فعلياً هو إسقاط النظام الموجود حالياً وإحلال نظامٍ جديدٍ في أوكرانيا موالٍ لها، كي تصبح أوكرانيا منطقة تابعة لها، إضافة إلى ضم شبه جزيرة القرم نهائياً إلى روسيا، فهذا أحد الطلبات التي تصر عليها روسيا أيضاً.

ورأى سالم أن العقوبات ليست كافية لردع الغزو الروسي، ولذلك فإنه مستمر ولكن قد تكون هذه الإجراءات تمهيداً لاستنزاف موسكو ودخولها في مستنقع كما حدث للاتحاد السوفيتي في أفغانستان، ففي ذلك الوقت دعم الناتو والمعسكر الغربي المجاهدين الأفغان لاستنزاف الاتحاد السوفيتي وبالفعل استنُزف وكان هذا مقدمة لانهياره.

وأشار الباحث إلى أن موسكو قد تتقدم في البدايات ويأخذ الروس مناطق في أوكرانيا، ولكن في النتيجة إذا كانت هناك مقاومة كما نشهد الآن فهذا يعني استنزاف، فضلاً عن العقوبات الكبيرة على روسيا، فعمليًا هناك استنزاف من أكثر من ناحية، ليس فقط الاستنزاف العسكري وإنما أيضًا الاستنزاف المادي والتجاري والضغط السياسي، فذلك ليس بالأمر السهل وروسيا ربما لا تستطيع الاستمرار طويلاً، أي أننا ربما لا نشهد تأثيرات مباشرة للعقوبات لكن على المدى الطويل إذا استمر الوضع هكذا سيصبح الوضع في روسيا أصعب.

للمزيد:

https://www.radioalkul.com/p435716/

مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى