المشاركات الإعلامية

حول انتشار المخدرات بسوريا وآثارها على الفرد والمجتمع

خلال استضافتها على قناة “حلب اليوم” للحديث عن انتشار المخدرات في سوريا والتعقيب على دراسة أصدرها مركز الحوار السوري ومنظمة ميدجلوبال بعنوان: “الهَدم من الداخل… المخدِّرات؛ السلاح الخفيّ لتدمير المجتمع السوري”؛ قالت الباحثة في مركز الحوار السوري: أ. كندة حواصلي، إن جميع المراكز البحثية والجهات الداخلية والخارجية تُركّز على موضوع المخدرات من منطلق سياسي واقتصادي، وتحاول أن تتبّع المتورطين وطرق التهريب.

وأضافت أن السؤال الذي يؤرّق أكثر هو ما تأثير وفرة هذه المواد على الناس وتحوّلها إلى مادة مصنّعة محلياً وبمبالغ بسيطة جداً في ظل وضع اجتماعي ونفسي واقتصادي يساعد وبيئة تهُيئ لزيادة معدلات التعاطي، مشيرة إلى أن متوسط نسبة التعاطي في العالم حتى ضمن الدول التي تقونن عملية تداول المخدرات لا تزيد عن 5 %، وإذا ما قورن هذا الأمر بواقع سوريا حالياً فالنسبة بسوريا تتحدث عن 8 % وهي نسبة تقريبية لانتشار المخدرات بين السوريين على اختلاف أماكنهم وقد تصل في بعض المناطق إلى نسبة أعلى، أي إنه تم تخطي المستوى المتوسط المتعارف عليه والانتقال إلى مراحل متقدمة.

وأشارت الباحثة إلى أن الملاحظ هو أن التعاطي الآن أصبح يشمل جميع الشرائح بما فيهم النساء وحتى الشرائح العمرية التي بين 18 إلى 25 سنة، فهذه الشريحة قضت طفولتها خلال سنوات الصراع وبدأت مبكّرة في التعاطي، الأمر الذي يقرع جرس الإنذار بأن مستقبل سوريا ومستقبل الشباب الذين يُفترض بهم أن يعيدوا بناء الدولة في خطر ويجب التحرُّك كمنظمات مجتمع مدني وجهات معنية بشكلٍ مبكّر قبل أن يتفاقم الموضوع.

ولفتت حواصلي إلى أن الدراسة حاولت تحليل الشرائح حسب الشريحة العمرية والجنس ومكان الإقامة ومستوى الدخل، فكانت النسب الأعلى للتعاطي في الشرائح العمرية الأصغر، كما لوحظ اهتمام المروّجين في استهداف هذه الشريحة، فهم يحاولون أن يجعلوهم متعاطين ثم مروّجين وبائعين، لأن الأطفال والمراهقين تَسُهُل تحركاتُهم ويمكن السيطرة عليهم والتأثير بهم، كما لوحظ اهتمامٌ في توريطِ النساء في هذه العملية ليس فقط بهدف كسبهم كمتعاطيات وإنما كمروّجات وشريكات في عملية الاتجار.

وتابعت الباحثة أنه كانت هناك حالة يُطلق عليها اسم الإدمان غير المقصود، حيث يتم استدراج الآخرين إلى الإدمان عن طريق دسّ الحبوب في الشاي أو في بعض المأكولات، أو إن هناك حالةً من الإدمان العائلي، فعندما يُدمن شخص في العائلة يُجبر بقيّة أفراد عائلته على مشاركته في هذا الأمر من أجل تسهيل حصول المادة وتهيئة الجو المطلوب للطقوس التي تُمارس مع هذا الموضوع.

وأشارت حواصلي إلى أن الإجابات التي جاءت إلى الدراسة تُشير إلى أن نسبة المتعاطين ضمن مناطق نظام الأسد كانت أكبر، خاصة في ظل انتشار المخدرات بين الطلاب الجامعيين وطلاب المدارس، كما تم رصد انتشار المخدرات بمناطق المخيمات شمال سوريا، في حين تنتشر بسوريا مادة جديدة من المخدرات تُعرَفُ باسم “الكريستال ميث” أو الاسم التجاري “إتش بوز”، فهذه المادة مصنّعة بشكل كيميائي ولها تركيبة كيماوية تؤثّر وتضرب الجهاز العصبي، وتظهر آثارها بشكل واضح بعد شهر، بحيث يصبح التعافي أمراً شديدَ الصعوبة ويتم استنشاقها من خلال حرق المادة، مشيرة إلى أن هذه المادة تُصنّع محلياً وأصبح انتشارها واضحاً جداً في سوريا وهي من المواد شديدة التأثير

المزيد:

https://www.youtube.com/watch?v=mqTx4F2J8wQ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى