الورقة البحثية “معايير لتمييز جماعات المعارضة السورية المسلحة المتطرفة عن المعتدلة (موجهة لصناع القرار)”
تأتي الورقة في سياق تلبية الحاجة إلى وجود معايير واضحة وعادلة لتمييز جماعات المعارضة السورية المعتدلة عن الجماعات المتطرفة، نظراً لشيوع التوصيفات التعميمية لدى مختلف مستويات صّنّاع القرار فيما يتعلق بمختلف جماعات المعارضة السورية من ناحية تطرفها أو اعتدالها، ولعل منبع ذلك التأثر بقدر ما ب”بروباغندا” النظام السوري، والتي تصنف كل جماعات المعارضة على سوية واحدة من التطرف والغلو، وبالتالي، لا بدّ من وضع معايير واضحة قابلة للقياس، بحيث يمكن لصانعي القرار من خلالها التمييز بين مختلف الجماعات المتطرفة والمعتدلة، وتوصلت الورقة إلى وضع عدة معايير مبدئية لقياس الغلو الديني، وكذلك معايير مشابهة للتطرف السياسي، كما سلطت الورقة الضوء على تحولات بعض الجماعات نحو التطرف أو الاعتدال من خلال دراسة حالة تحول “حركة أحرار الشام” باتجاه خطاب وطني واعتدال نسبي، وإرهاصات ذلك التحول ومآلاته، كما أشارت الورقة لوجود ملامح نشوء شيء من الغلو والتطرف لدى الاتجاهات والتيارات الأخرى “غير الإسلامية”، وبالأخص، ما بدا من مؤشرات على سلوك بعض التيارات من خلال اعتمادها على تطلعات القوى الخارجية لفرض أجنداتها ورؤيتها على السوريين عبر خطابها الذي يؤكد على دمغ كل “التيارات الإسلامية” بالتطرف والإرهاب دون أي تمييز، وإبداء الاستعداد لتقديم طروحات قد تتماهى مع تطلعات تلك الدول بإقصاء الدين تماماً عن الحيز العام في مستقبل سوريا، وأثر ذلك في توليد ردّات فعل عكسية تُغذّي التطرف والغلو.
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة